السبت، 3 يوليو 2021
تفاهة العالم
حشرُ العقل بين دفتي كتاب يُشعرك بتفاهة العالم. ترك الكتاب يجعلك تعيشُ هذه التّفاهة، بل ستصبح حتما من رُوّادها وصُنّاعها، والحلُّ العظيم لهذه المعضلة الكُبرى هو الغرق بين الكتب كلّ حين. طبعًا ليس للأمرِ فائدة كبيرة غير تدمير عقلك وملامسة النّبوغ قليلا، لكنّه على الأقل خيرٌ من ساعاتٍ ضائعاتٍ في تتبّع أخبار المشاهير، ومحاولة عيش حيواتهم... أليس كذلك؟ ربّما نعم، ربّما لا. وللأمانة ما زلتُ محتارًا من ذلك الذّي لا يجد عشرين دقيقة فقط للقراءة، نسيتُ: لمثل هؤلاء الأشخاص عُقدة، هي وجوب تتبّع كلّ ما يحدث في العالم، كلّ ما وضع فلان وفلانة على حسابه وحسابها، همُ -بطريقة أو بأخرى- أرباب هذا العالم، فكيف للتّفاصيل الصّغيرة أن تهرب عنهم؟ وللمُفارقة العجيبة تجد هذا الشخص (ذكرًا كان أو أنثى) يتحدّث عن تطوّر الغرب، وذهابهم شوطا عظيما في كلّ شيئ، وفي كلّ ضربٍ، وعند كلّ ميدانٍ، ويقول جملته الشّهيرة: «يا إلهي، كم نحن متأخّرون!!»، ولا أعلم صراحة أين هو هذا التّأخّر، لكنْ على الأرجح يكمن في العقول، التّي تتموضع بشكل أساسيّ في غير جُمجمة الرأس، ربّما في مكان آخرَ، يستحي المرء من ذكره؛ أو لأنّ النّاس تصنع وأنتَ ترى، وأنت تعلم جيّدا كم هو شعُور اللّذة تلك، حينما تلمح إنجازات الغير، وتشعرُ لوهلة ما أنّك مُشارِك فيها، بالنّظر فقط طبعا. وأنتم تعلمون جيّدا حينما يضجّ العقل بالكلمات، ولا يجد إلّا الكتابة مُتنفّسا -أو ربّما لا تعلمون-، وأعلم -ومن أكون حتّى أتكلم بالضمير أنا-، أعلمُ أنّك لن تصل لهذا السطر، وفي حالة وصلت فتذكّر فكرة واحدة: «انفِض عنك تفاهة العالم، لن تصنعك حياة المشاهير للأسف.» شكرًا لوقتك الثمين يا هذا، ممتنّ أنّك تريّثت قليلا في محطّتي بعد لُهاث كبير هنا وهناك، الآن يمكنك العودة إلى لهاثك..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
دائماً، رأيكم يهمنا،