السبت، 25 أغسطس 2018

المنسحبون الشجعان!

هل تستحق كل معارك الحياة أن تخوض غمارها؟.. أن تستنزف روحك وطاقتك في سبيلها... ليس الأمر كذلك.. هناك الكثير من الأمور التي تسرق منا أوقاتنا وسلامنا النفسي دون طائل ودون منفعة حقيقية .. ما جدوى أن تقاتل من أجل الإبقاء على علاقة تعطي فيها من قلبك وروحك ولا تأخذ شيئا.. وتظل معلقا بأمل لا يأتي أبدا.. ما جدوى أن تصارع وتتحمل سخافات مدير وزملاء عمل في وظيفة لا تحقق لك أي شيء من طموحاتك، فقط تستهلك وقتك وتمتص طاقتك .. ما جدوى أن تستمر في مجال دراسي لا تحبه أو اكتشفت أنك لن تحبه ولن تتميز فيه... كل هذه نماذج لمعارك تستمر فيها فقط لأنك بدأتها ولا تملك شجاعة الانسحاب أو التراجع.. في كثير من الأحيان يكون التراجع هو قمة الشجاعة ومنتهى الحكمة .. أن تدرك منذ البداية أنك تخسر وقتك . تخسر طاقتك .. تخسر حماسك ..أو على أفضل تقدير لا تكسب شيئا من الاستمرار، تظل عند النقطة صفر لا نقاط سلبية ولا نقاط إيجابية .. فقط السكون والثبات المفضي إلى النهاية والموت المعنوي...على كل منا أن يقف كل حين ليرى أين كان وأين وصل .. هل هذه معركتي التي تستحق النضال فيها أم هي معركة فرضت علي وسأهزم فيها لا محالة لأنها ليست لي؟.. هل هذا طريقي وما حلمت به؟... يقول د.أحمد خالد توفيق: ‏(أخشى أن أستيقظ يوماً في الأربعين لأجد أنني ضيعت حياتي بسبب خيار خاطئ اتخذته وأنا في سن العشرين)... وباعتقادي أن أسوأ قرار يتخذه الإنسان ليس هو القرار الخاطئ ولكنه قرار الاستمرار في الطريق الخاطئ...في الحياة لن تعدم الخيارات فبدائل الحياة لا منتهية .. المشكلة أننا أحيانا نحصر تفكيرنا في طريق واحد ونظن أن الحياة لا يمكن أن تمضي إلا من خلاله.. لا يهم متى تتخذ قرار الانسحاب المهم أن تقدر على اتخاذه .. قرأت قصة لطيفة جدا لأستاذة بكلية الفنون الجميلة سأنقلها لكم كما حكتها هي .. د. منى علي.. هي فنانة تشكيلية وأستاذة في كلية الفنون الجميلة كانت بدايتها طالبة في كلية الصيدلة بناء على رغبة الأهل نظرا لحصولها على درجات عالية في الشهادة الثانوية أهلتها لدخول هذه الكلية بينما كانت رغبتها الحقيقية دراسة الفنون الجميلة ورفض ذلك الأهل إذ لم تكن من الكليات المهمة آنذاك .. فنزلت على رغبتهم .. درست ما لم تحب بفتور وبلا حماس وتخرجت بتقدير متوسط ثم تزوجت وعملت في صيدليتها الخاصة لمدة ثلاث وعشرين سنة!!.. ولكن ظل شغفها الحقيقي بالفن لا يبارحها .. ترسم على الجدران و الشبابيك وفي كل مكان... أدرك زوجها ذلك فأراد أن يساعدها في تحقق حلمها فتكلم مع صديقه أستاذ الفن التشكيلي بشأنها وعلم منه إمكانية التحاقها بالكلية بشرط اجتيازها امتحان القدرات... اجتازته والتحقت بالكلية بعمر الخمسة وأربعين، وبدأت الدراسة مع الطلبة الصغار بعمر أبنائها...أقبلت على الدراسة بكل حماس وشغف وحققت تقديرات ممتازة بكل أعوام الدراسة ثم تخرجت بعمر الواحد وخمسين... رفضت الكلية تعيين معيد بهذا العمر المقتدم .. لم تيأس .. لجأت للقضاء وتم تعيينها بعد ثلاث سنوات كانت قد أنهت خلالها الماجستير ثم الدكتوراة فقط في خمس سنوات... هي حاليا أستاذة في الجامعة وفنانة بالإضافة لنشاطاتها الثقافية والاجتماعية الكثيرة المتعلقة بالفن ... بدأت رحلتها بعمر ٤٥ بعد أن أمضت ٢٨ سنة بطريق لم تحبه .. بل فرض عليها ورضيت بذلك وأكملت بالطريق الطويل .. إلا أنها امتلكت شجاعة التراجع رغم طول المسير ... شجاعة الانسحاب.

لا تدع سوء البدايات يحبطك .. ولا يحملك طول مكوثك في الطريق الخاطئ على أن لا تسلك غيره.. كن من المنسحبين الشجعان.

some beautiful paths cannot be discovered without getting lost

(Erol Ozan)

بعض المسارات الجميلة لا يمكن اكتشافها دون ان تضل الطريق!



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2Nla1VR

هل لديك طريقه لتوقف التحرش في مصر ؟

طيب مر العيد بأيامه الاربعه ولكني اقسم لك ما رأيته

من من حالات تحرش بنساء محاجبات اكثر من الدماء في الشوارع بسبب ذبح الخرفان وغيرها

التحرش في مصر مشكله تكاد تجعلني افكر في طريقه لتصفيه شعبي عرقيا او اخصائهم



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2LtdVue

مطلوب موظف مطور ويب

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته :

مطلوب للعمل براتب ثابت شهرياً .. والعمل اونلاين بدوام محدد تقريبا ٦ ساعات يومياً كحد أعلى

مبرمج بالمواصفات التالية

1- يجيد استخدام لغة PHP وقواعد البيانات MySQL لبناء مواقع من الصفر او التعديل على مشاريع تم تنفيذها من قبل اخرين

2- يستطيع العمل ضمن فريق بسهولة.

3- يجيد استخدام اطار العمل laravel بشكل خاص واي اطار عمل اخر مبنى على نظام MVC

4- يكون لدية خبرة جيدة في العمل بتقنيات الويب HTML5 CSS3 JS

5- اهم شئ الالتزام في المواعيد والجدية والامانة في العمل

للتواصل ترسل السيرة الذاتية ونماذج الاعمال السابقة

n8r2@hotmail.com

للتواصل على واتس اب من خارج السعودية 00966555347787

يستحسن أن يكون من جنسية المصرية



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2PAkcHE

كيف يتعامل البراجماتي مع المشتتات؟

البراجماتية حسب قاموس المعاني هي:

اسم مشتق من اللفظ اليوناني :- براغما :- ومعناه العمل ، وهي مذهب فلسفي سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة؛ فالسياسي البراغماتي يدعّي دائماً بأنه يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره، وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل.

إذا كان الشخص البراجماتي تركيزه الكامل هو الوصول إلى الهدف بأي طريقة ممكنة، والشخص البراجماتي كغيره قد يقابل العديد من الملهيات والمشتتات، كيف إذن يتعامل معها، وخاصة إن كانت هذه المشتتات عاطفية بالنسبة له، هل يتصرف البراجماتي على غير هواه وعاطفته تماماً؟

رجاءاً أريد إجابة من منظور فلسفي وأنثروبولوجي وليس سياسي -إن أمكن-.



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2PzooHX

هل تعلمت شيئًا من رواية قرأتها؟

ينتشر بين الناس بشدة مفهوم أن الروايات مضيعة للوقت، ولا يوجد فائدة تُرجى من ورائها. وهذا أمر عجيب بالنسبة لي. فقد ظللت أكثر من 10 سنوات من عمري لا أقرأ أي شيء إلا الروايات ولم يتهمني أحد بالجهل أو حتى قلة الثقافة، بل كانت الروايات مصدرًا ثريًا للغاية بالمعلومات العامة، بل والمتخصصة أحيانًا، كما في سلسلة سافاري للدكتور أحمد خالد توفيق.

على المستوى الشخصي تعلمت من الروايات الكثير من الأشياء. فمثلا من سلسلة رجل المستحيل التي كنت أقرأها في صباي تعلمت ضرورة أن يتحلى الإنسان بأخلاق حميدة أيًا كان ما يتعرض له. تعلمت من هركيول بوارو (أجاثا كريستي) أن تتجاوز توقعاتي المنطق، وضرورة استخدام الورقة والقلم في ترتيب الأفكار. تعلمت من شيرلوك هولمز التفكير التحليلي وضرورة رسم الصورة كاملة أمام عيني.

تعلمت من د. أحمد خالد توفيق في كتاباته كلها، ألا تكتفي بالنظرة السطحية للأمور، بل حاول دائمًا النظر بعمق فيما بين السطور، من أي مشهد تقع عينك عليه، وأن أحاول دائمًا استشفاف وجهات النظر الأخرى التي لم يُصرّح بها الآخرون.

من كل من قرأت لهم تعلمت أن يكون لي أسلوبي الخاص في الكتابة، والذي أتميز به الآن في كل كتاباتي، سواء العلمية أو الأدبية.

ثم الكثير من المعلومات العامة العشوائية، التي لم تفعل معي شيئًا إلا إظهاري بمظهر الشخص المثقف الذي يبدو على دراية علمية واسعة بالكثير من الأمور.

فهل فعلت الروايات معك المثل؟ أم أن لك رؤية أخرى بهذا الأمر؟



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2Mvas3I

كيف تصبح أقل قلقًا حيال ما لا يمكنك تغييره؟ - مقال كلاود



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2BNxDBe

مِثقال - قالب جديد من تصميمى يسعدنى تقبل رآيك حوله

السلام عليكم

اسمى حسام البدوى مصمم قوالب على منصه بلوجر

ومثقال هو اخر اعمالى على تلك المنصة

https://ift.tt/2wkTg62


وهذه بعض الاعمال الاخرى

https://ift.tt/2PE0fzS

https://ift.tt/2BLjfcH

https://ift.tt/2PAI7Xv

https://www.bramgy.net

https://ift.tt/2wkfcy0 - منذ 2014



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2PEmqpM

ماذا فعلتُ لك يا " ثقافة " ؟!

كنتُ غائبًا عن حسوب لمدّة طويلة ( حوالي خمسة أشهر ) وعندما رجعتُ حصلتُ على ذلك ك" ترحيب ".

لا أعلم مؤخرًا أم من قبل حدث هذا ، تمّ حظري من المشاركة في مجتمع ثقافة ، لماذا ؟؟! ، هل ارتكبتُ خطأ ما في ذلك المجتمع ، هل ذلك لأسلوبب الحاد أحيانًا ، لا أعتقد أن ذلك سببًا لحظري من المجتمع ، لأن غير أسلوب بعض الأعضاء الّذي يستدعي الرد بهذه الطريقة ، هناك العديد من الأعضاء أسلوبهم أكثر حدّة وأكثر استخدام للألفاظ الهجوميةّ ولكن لم يتم حظرهم من هناك.

أرجو الرد من قبل مسؤول وتوضيح ذلك.



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2LsE4t7

هل يجب أن تساعد المُتسوِّلين؟

سأضع هنا كلمة المتسولين مجدداً في الخط العريض حتى لا نخلط بين المتسول و الفقير، الفقير قد لا يتسول و ممكن أن يفعل، و المتسول ممكن أن يكون فقيراً و ممكن أن لا يكون.

في السنوات الأخيرة، أصبحت ظاهرة التسول تأخذ منحى إبداعي الصراحة، كنت أشاهد المُتسولين يجلسون على الطريق و يستجدون المال في دعاء طويل، و المتسول أو المتسولة غالباً ما تعرف كيف يستجدي عطفك فتخصص لكل شخص دعاء مثلاً إذا شاهدت المتسولة طفلاً مع أمه تدعو لأمه بأن يهديهم و يحفظه لها، إذا كانت تبدو صبية صغيرة السن ستدعو لها ببياض البخت أي يعني "الزواج"، إذا غير شخص كبير تدعو له "الله يحنن عليك" إلخ.

و لكن لم تعد هذه الطريقة الوحيدة، قبل عدة سنوات بدأ أسلوب آخر، ممكن أن يعطيك شخص مثلاً آية الكرسي مطبوعة مقابل المال، و قس على هذا الكثير من المنشورات الدينية التي تستخدم كطريقة للتسول.

و بعد هذا أصبح هناك أسلوب آخر، و أصبح متبع في طريقة معينة، غالباً في وسط جماعة كبيرة من الناس أو في الحافلة، يأتي شخص يطلب المال لأن قريباً له في المشفى و لا يستطيع توفير كلفة العلاج، و من الممكن أن يحمل معه تقارير في يده في حال أراد شخص ما التحقق من صدقه، و في الحقيقة لم أر شخصاً للآن يتحقق من الأوراق التي تكون معه..

أسلوب آخر، ممكن أن يأتي شخص و يطرق باب منزلك، و بنفس أسلوب الطريقة الأخيرة يطلب المال لأنه لا يستطيع أن يدفع ثمن العلاج، لديه أطفال لا يستطيع إعالتهم إلخ..و يأخذ معه أوراق للإثبات..

هل تقوم بمساعدة المتسولين؟

في الحقيقة، لم أعد أفعل هذا، توقفت منذ عام أو أكثر، و أصرف عني جميع المتسولين بكلمة "الله ييسر لك" و انتهى.

لدي بضعة أسباب بالطبع، أحد هذه الأسباب أن معظم هؤلاء مُخادعين محترفين، و من موقف خدعت فيه قريبة لي لم أعد أثق بالجميع بعدها.

السبب الثاني، معظم هؤلاء الأشخاص صحتهم وافرة، فلا أرى أي سبب يمنع أن يعملوا بأي عمل على الإطلاق ليكفي حاجتهم عن التسول.

السبب الثالث، أشعر أن إعطاء المتسول المال يبقيه في مكانه و يدفعه إلى الكسل بدل العمل هذا في حال وافري الصحة.

السبب الرابع، يوجد مساعدات مالية للمرضى و العاجزين، و لذلك معظم من يتسول بأوراق المشفى ليس صادقاً، هناك نسبة بالطبع ممن يصدق القول.

إذاً، هل تعطي المال و تحتسب أمرك عند الله إذا كان كاذباً ، أم تتجاوز المتسول مثلي؟

هل يوجد متسولين في بلدك، ها هي طرقهم و أساليبهم؟



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2w9N9C6

الإنسان ذلك الكائن!!

الإنسان ذلك الكائن!!

بقلم: الشيخ بسام جرار

جاء في الآية 14 من سورة لقمان:"... أنْ اشكر لي ولوالديكَ إليَّ المصير"، فوجود الإنسان نعمة عظيمة يُشكر خالقها ويُشكر من كان واسطة في تحققها. والملاحظ أنّ أغلبيّة الناس لا تدرك أهميّة وجود الإنسان ومركزيته في هذا الوجود. ويؤدّي الجهل بالقيمة العظيمة للإنسان إلى الاستهتار به والتفريط بحقوقه. وفي الوقت الذي يدرك فيه الإنسان أهميّة وجوده ومركزيته في الخلق ستختلف نظرته إلى نفسه وإلى الآخرين، وسينعكس ذلك بعمق على أدائه وسلوكه في الحياة. ونحن هنا بصدد تسليط الأضواء على مكانة الإنسان ومركزيته في الوجود كما جاء في القرآن الكريم.

قبل خلق الإنسان هُيّئت الأرض لاستقبال هذا المخلوق المُكرّم، بل لقد سُخّرت السموات والأرض من أجله، انظر الآية 20 من سورة لقمان:" ألم تروا أنّ الله سخّر لكم ما في السموات وما في الأرض..."، وانظر الآية 13 من سورة الجاثية:" وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون"، فكل هذا الخلق العظيم، الذي يفوق في عظمته قدرتنا على التصوّر، قد خُلق من أجل هذا القادم الذي يجهل قدره ومكانته! وعندما أصبح هذا الوجود العظيم جاهزاً لاستقبال الإنسان أُخبِرت الملائكة الكرام بأنّ الخليفة قادم، انظر الآية 30 من سورة البقرة:" وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعلٌ في الأرض خليفة..."، وعندما ظهر أنّ الملائكة لم تستشعر عظمة وجلال هذا المخلوق تمّت المبارزة التاريخيّة والتي أظهرت تفوّق الإنسان من خلال قدرته العقليّة، وقابليته وقدرته على التعلّم.

وطالما أنّ هذا المخلوق المفضّل عظيم القدر قد وجد، فقد آن الأوان أن تعترف المخلوقات، وعلى رأسها الملائكة والجنّ، بمكانته ومركزيته وجلال قدره وفوقيّته، فكان الأمر من الخالق سبحانه:"...اسجدوا لآدم.."، فسجدت الملائكة وأبى إبليس، الذي كان من الجنّ. ويبدو أنّه أدرك أنّ الجنّ قد فقدت المكانة العظيمة التي كانت تطمح إليها قبل خلق هذا الكائن، وجادل في أحقيّة الإنسان، جاء في الآية 12 من سورة الأعراف:"... قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين". وهذه حجّة غير مقبولة، لأنّه يرفض الأمر الألهي، فالله هو الذي خلق وهو الذي يختار ويجتبي بعلمه وحكمته وإرادته المطلقة. ولكنّ هذا الرفض من إبليس يشير إلى أنّه يعلم حقيقة وعظمة وجلال ما فُضّل به آدم، مما جعله يشطّ ويقع فيما وقع فيه من معصية.

وكانت الخلافة في الأرض، ولأجلٍ مسمّى، ولحكمةٍ يريدها الخالق عز وجل. وستنتهي هذه الخلافة، فتأتي المرحلة الثانية والأخيرة (الآخرة) ليقوم الإنسان من أجل ممارسة وظيفته الحقيقيّة، والتي هي أعظم من أن يدركها العقل البشري المرهون الآن لقوانين الحياة الدنيا، ويبدو أنّ إبليس قد أدركها – ولو بقدر - فكان منه ما كان. وإذا كان نظام السماوات والأرض قد سخّر للإنسان للقيام بوظيفته الدنيوية المؤقّتة، فقد آن الأوان أن يُغيّر هذا النظام ويُستبْدل ليلائم الوظيفة الجديدة الدائمة غير المؤقّتة، انظر الآية 48 من سورة إبراهيم:" يوم تُبدّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ..."، والآيات القرآنيّة التي تتحدث عن اختلال النظام الكوني عند قيامة الإنسان كثيرة.

أما يوم الحساب والفصل فعظيم، كيف لا، وهو يتعلق بكائن عظيم وهب العقل والاختيار ونفخ فيه من السر الربّاني ما نُفخ. وبعد الفصل بين الناس يكون الرضا عن الذي نجح وأفلح وتحققت فيه حكمة الوجود. ويكون في المقابل الغضب على من تدلّت به شهوته ولم يرتفع به عقله، ولم يكن يدرك عظمة نعمة العقل والاختيار، وفرّط في الفرصة العظيمة التي مُنحت له، ليكون في عالم السعادة اللانهائي وهو يقوم بتلك الوظيفة الجليلة التي خُلق من أجلها. جاء في الآيتين 22،23 من سورة المطففين:" إنّ الأبرار لفي نعيم، على الأرائك ينظرون"، وفي الآية 35:" على الأرائك ينظرون". والسؤال هنا: ينظرون إلى أم ينظرون في؟ فإذا كانوا ينظرون في، فإنّ ذلك يعنى أنّهم أصحاب قرار، فمثلهم كمثل ملوك الدنيا يجلسون في عروشهم ينظرون في الأمور ثمّ يَبتّون في المسائل. جاء في صحيح الجامع للألباني:" سأل موسى ربه فقال: يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنّة الجنّة فيقال له: ادخل الجنّة، فيقول: أي ربّ كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ رب، فيقول: لك مثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيتُ رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله...". فإذا كان هذا هو ملك أدنى الناس منزلة فكيف بمُلك جميع أهل الجنة؟! ألا يشير هذا إلى احتمال أن يكون للبشر سلطة كونيّة على أرجاء الكون الهائل وما فيه من كائنات ذات وظائف أدنى وتكون مسخّرة للإنسان ورهن إشارته. جاء في الآية 55 من سورة يس:" إنّ أصحاب الجنّة اليوم في شُغل فاكهون"، فإذا كان هناك شغل فهو شغل المُنعّمين، وإذا كان هناك وظيفة ففيها المتعة، لا كدّ ولا تعب ولا همّ ولا نصب... ففي الأمر إذن غموض سببه قصور العقل البشري عن إدراك حقائق الآخرة، كيف لا، وهو لا يزال وبعد آلاف السنين، يجهل حقائق الدنيا، بل ولا يحيط إلا ببعض ظواهرها.

جاء في الآية 21 من سورة الإسراء:" انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعض وللآخرةُ أكبرُ درجات وأكبرُ تفضيلاً"، والفضل هو الزيادة، فإذا كانت الزيادة في الدنيا على مستوى القدرات والطاقات والعطاء هي زيادة تكامليّة من أجل وجود حضاري دنيوي كمقدمة لعالم الآخرة، فما عسى أن تكون انعكاسات التفاضل في عالم الآخرة!! وإذا كان ربّ العالمين وخالق الأكوان الهائلة يتّخذ من البشر أخلاء:"... واتخذ الله إبراهيمَ خليلاً "(النساء:125)، فما عسى أن يكون شأن المقربين من البشر يوم القيامة!!

هذا هو الإنسان وهذه مكانته في القرآن وفي الإسلام؛ فهو كائن مُكرَّم مُفضّل على الكائنات المخلوقة، شأنه عظيم وخَطبه جليل، مسؤول ومحاسب يثاب أو يعاقب. وُجد في هذه الدنيا لحكمة ويوجد في الآخرة لحكمة. أمّا المدارس الماديّة فترى أنّ الإنسان كائنٌ حيّ وُجِد صدفة، لا يتميّز على باقي الكائنات إلا بالعقل الذي هو انعكاس المادّة في الدماغ. فهو إذن ابن الصدفة ووليد المادّة. أما قِيمهُ ومبادئهُ فمن اختراعه، كما يخترع اللباس يلبسه متى شاء ويخلعه متى شاء. وهذا كما ترى في غاية الخطورة لأنّه بمثل هذه الفلسفة يفقد كلّ شيء معناه وتصبح العبثيّة هي الأكثر منطقيّة، وتصبح الحياة لعبة قذرة، كما قال أرنست همنجواي قبل انتحاره. وتصبح الوجودية أكثر الفلسفات صِدقيّة ومنطقيّة، حيث ترى أن لا شيء له معنى، وأنّ الانتحار هو غاية إمكانات الإنسان.

عندما يرضى المادّي لنفسه أن يهبط إلى هذا المستوى الحيواني، فعليه أن يعلم أنّ لذلك انعكاسات خطيرة، منها على سبيل المثال؛ لو قام أحد بقتله والاعتداء على كرامته وماله وعرضه من غير ما سبب، فليقل لنا هل في ذلك ما يتعارض مع القيم والمبادئ؟! فإذا قال نعم، فليقل لنا أيّة قيم وأيّة مبادئ، ومن الذي اخترعها ومن الذي يلزم الأقوياء بها؟! ما الذي يمنعنا أن ننساق مع شهواتنا إلى أقصى مدى متخطّين كل الحواجز والحدود، هل في ذلك من بأس، ولماذا لا؟! تموت أكثر البشريّة وتشقى ويعيش الرئيس الأمريكي بوش ورامسفيلد وتشني، هل هناك من بأس، ولماذا لا؟! ستالين يقتل عشرة ملايين من سكان الاتحاد السوفييتي، ويقتل لمجرد الشك، لماذا لا، ولماذا لا يريح نفسه من الشكوك بالقتل والاستعباد؟! الأمريكان البيض يقتلون 125 مليوناً من الهنود الحمر، كما تُقتَل الصراصير والبراغيث والذباب، ما المانع؟! الرجل يستغل ضعف المرأة وجمالها إلى أقصى حدود، ما المانع، أليس ذلك ألذ؟! ولماذا لا يكون القول الفصل لموازين القوى والجمال والصحّة والذكاء والحنكة والدهاء؟! ثمّ قل لماذا الحياة ولماذا الكدّ والتعب، أليس الموت عودة منطقيّة عن هذه المصادفة الورطة المسماة الحياة...؟! بل إنني أرى أنّ الملحد الذكي لا يمشي على الأرض، لأنّه انتحر منذ زمن بعيد، فهو أذكى من أن ينساق لمصادفة فيها التعب والمعاناة والألم، ثمّ هي بعد ذلك تنتهي بالموت.

أكثر ما يضحكك عجباً أولئك الملاحدة والماديّون الذين يتشدّقون بقيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، ويؤسسون ذلك كلّه على أساس من إيمان مادّي قائم على فرضيّة الصدفة. وعندما يعجزون عن اقناعك بمسوّغات الالتزام الإنسانيّ يقومون باستعارة القيم الدينيّة مستغلين عدم انتباهك إلى هذه المفارقات العجيبة... إذا أدركت ما نرمي إليه تبيّنت أنّ المسألة الإيمانيّة هي المسألة الأولى والأساس في حياة البشر، وأنّ ما سواها يتفرّع عنها، من هنا كان علم التوحيد هو أشرف العلوم على الاطلاق.



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2BLvfuZ