الحمدلله، وبعد..
بما أن المجتمع -أي حسوب I/O- قد صار يُدار بشكل شبه ذاتي حسب فهمي بعد آخر مدير سابق له -طيب الله ثراه-، وبما أن شرط الكتابة بالفصحى لم يعد شرطًا، وبما أن "الشرطين إياهم" اللذين جذبا طائفة من المستخدمين في البداية لم يعودا موجوديْن أيضًا :D، وبما أن IO استقبل أفرادًا جددًا في عائلته، وبما أن لغاتنا وخلفياتنا قد اختلفت وأحدثت خلافات مع إخوتنا الذين قدموا حديثًا وسوء ظن وسوء فهم وغير ذلك.
وبما أنه لا يبدو أن أحدًا سيتحدث عن هذا الفيل الذي في المجتمع بالحسنى ونظل إخوة دون سوء ظن :D، ... المهم يعني، يكفي مقدمة.
أولًا، لا يعنيني ولا يهمني لماذا يكتب من يكتب، طيب؟ نتجاوز هذا الأمر.
ثانيًا، أنا لست من الأعضاء القدامى، وفق ما أرى فإن العديد من المحاربين القدامى أصلًا إما ماتوا أو اعتزلوا أو على وشك، الدماء الجديدة كثيرة هنا بحيث تجعل ذلك -القديم- لا يكاد يبدو ظاهرًا، أطال الله في أعمار من بقي منهم على الخير -احم،
@عبد الرحمن أحمد ولا حرمنا علومهم وحكمتهم- ذلك أن منهم كبار حقًا، إن كنت لا تعلم، فلسنا كلنا في العقد الثاني والثالث.
فقد رأيت ألا أتكلم في الأمر لئلا يُظن كما ظُن قبل عام (تعديل: ظهر أنها ثلاثة أعوام كاملة! يبدو أن لدي مشكلة مع الوقت، لا زلت أظن أن 92 مر عليها عشر أعوام فقط.) أني أريد تغيير توجه الموقع حين كثر فيه التدوين والأسئلة الوجودية التي كانت تسحب الإجابات من صدور أصحابها كأنهم لا يدركون أنهم لن يستطيعوا حذفها بعد ذلك، خاصة أني لا أشارك بكثرة على أي حال، لكن المرة السابقة كانت مختلفة قليلًا كما سيلي بيانه، وهذا ما جعلني أعيد النظر في الأمر، خاصة أن هذه الدويلة الصغيرة "IO" لا زال فيها عدل وولاء ممن فيها لها وحرص منهم على جريان مركبها.
فيبدو لي أني ربما يجب علي -كمواطن يعني في دولة عادلة لا يخشى لومة لائم- توضيح التاريخ المختصر لهذه الأمة الصغيرة، لإخوتنا من المهاجرين الجدد، كي يفهمونا بشكل أفضل، إذ يبدو أن لغتنا مختلفة رغم أن لساننا واحد.
كان في المجتمع قديمًا حين بدأ باسم Arabia IO، كان فيه ثلاثة قوانين ميزته عما سواه:
-
حسوب I/O هو مجتمع عربي، رجاءً شارك بالعربية الفصحى.
-
Arabia I/O مجتمع موضوعي، خالٍ من المجاملات، وليس لأصحاب المشاعر الرقيقة.
-
(شرط نشر أي مساهمة، توافق عليه يدويًا في كل مرة): أنا شخص واعٍ، أدرك أني لست في منتدى، لقد قرأت شروط الاستخدام، هذه المساهمة مفيدة، ليست سبام، ولا تخالف الشروط.
وكما تتوقع أن يكون طالبي الهجرة لهذه الدويلة ممن وافقوا على تلك الشروط، في كل. مرة. ينشرون. مساهمة، ودرجوا على ذلك بضع سنين، فماذا كانت النتيجة العامة؟
مجتمع من أصحاب الألباب، متنوع بين السنة والشيعة والنصارى والملاحدة أحيانًا وطوائف أخرى سمعت بها لأول مرة هنا -تخيل!- والعرب والعجم أحيانًا، غالبه من الرجال لكن فيه نساء، وكذلك أعمار مختلفة بين المراهقة والخمسين، تقيدهم جميعًا وتحكمهم شروط الاستخدام ها هنا، التي هي من أجمل الشروط التي قرأتها في شركة من قبل، واضحة، قصيرة وغير مملة لتجبرك على تخطيها، مباشرة، غير مراوغة وعملية في نفس الوقت، وأكاد أجزم أن كل واحد من هؤلاء المستخدمين قد اطلع على هذه الشروط طواعية أكثر من مرة.
وكانت الموضوعات تُنشر هنا للنقاش من أجل الوصول إلى نتيجة أفضل أو حق، إذ أن أحد شروط الاستخدام هو ألا تكتب ما لا فائدة منه، وأن تصميم المجتمع يجعل التركيز على الموضوع لا صاحب الحساب نفسه، فيكون نتيجة هذا أن النقاش يكون حول الموضوع، ويقلل هذا من فرص جعل النقاش شخصيًا أو كونه اتهامًا.
وكانت الردود يحمى وطيسها، ويعلو غبارها أحيانًا كثيرة، ويطول قتالها وسجالها -انظر: تاريخ المجتمع، ج2014 وحتى ج2018- ، وينفلت عقالها أحيانًا كثيرة، هذا طبيعي، ومتوقع أن يحدث، لكن يعود الجميع -أو أغلب أولئك الجميع- لينظر للمجتمع على أنه مجتمع نقاش، لا حاجة فيه للتجمل المصطنع ولا تكلف الابتسامات وعبارات الثناء والمديح.
فكان الطبيعي أن تتوقع في الموضوع الذي تنشره -والذي هو مفيد وليس سبام ولا يخالف الشروط- أن يرد عليك جميع من ذكرت أعلاه، فمثلًا سيرد عليك في موضوع ديني من هو على مذهبك ومن يخالفه، من على دينك ومن تحاربه! المهم أن كل رد كان عليه أن يهيئ مصادرًا لما يقول، ويركز على منطقية وموضوعية الرد، وعلى الوصول للحق، فتُصقَل معارفك بهذا، وإلا فإن كل موضوع سيتحول إلى معركة شرسة تنتهي بحظر الحسابات أو السباب والتلاعن. وقد كان هناك استثناءات كثيرة لهذه القاعدة العامة، لكن إدارة المجتمع أحيانًا أو إدارة الشركة أحيانًا أخرى كانت تتدخل لتعيد الدفة لما يجب أن تكون عليه.
ولتدرك مدى ولاء من سجل منا في هذا المجتمع قبل مشاريع حسوب الأخيرة، فإني أكاد أجزم أن أغلب من تجده سجل قبل ثلاثة أعوام مثلًا عنده استعداد أن يضع ملصقًا لحسوب IO على حاسوبه وربما على ملابسه من أجل أن يثير اهتمامك بالتسجيل في هذا الموقع يا أيها القادم الجديد! دون حتى أن تطلب منه حسوب ذلك، بل أذكر موضوعات فتحتها أنا وغيري عن هدايا مثل تلك تنشر علامة حسوب في الشارع كي ترونها، ولطالما تساءلنا عن سبب قلة النساء والفئات غير البرمجية ها هنا، وخلصنا إلى أنه بسبب طبيعة الموقع وشروطه والموضوعات التي تفتح فيه، إضافة إلى طريقة النقاش الحامية أحيانًا -لعل هذا سبب إلغاء الشروط السابقة؟ ربما-
ولتدرك مدى ولاء أصحاب الحسابات لهذا الموقع -أو رؤيتهم أنه أفضل من كثير مما حوله-، فإني أعلم -ومن سجل قبل أعوام هنا يعلم- حادثة بعينها وقعت بين اثنين، وحمي وطيسها إلى حد حذف الحسابات وتدخل الإدارة، ثم عاد أحدهما مرة أخرى وعاش البطل وعاشت البطل وعاش المخرج وانتهى الأمر. برغم أنه لو حدث معي فسأخرج بغير رجعة، ما الذي يبقيني في مكان كهذا؟
فإن العاقل يتوقع من أفراد كهؤلاء أن تثور حفيظتهم حين يرون منشورات لا مصادر لها أو تفترض افتراضات غريبة على القارئ دون ذكر أدلة ومصادر، ثم حين تتساءل عن هذا تجد الرد أن عليك احترام ما نُشر.
Okay, What؟!
طيب، لنضع أنفسنا أولًا مكان المستخدمين السابقين، إن اطلعت على البيانات الوصفية لحسوب IO في عقله سترى أنه عبارة عن مجتمع على خلاف المنتديات والشبكات الاجتماعية، بالعربية الفصحى، لا يُسمح فيه بالمجاملات، منشوراته مفيدة وليست سبام، وردوده لها أدلة ومصادر، وإن لم تُذكر فإنه يطلبها من صاحبها، وعلى صاحبها أن يأتي بها، ولا مكان للمشاعر هنا، يكفي تجنب الاستهزاء والسخرية والسباب والاتهام الباطل، فالغاية هي الوصول للحق.
فحين يرى منشورًا من المنشورات التي كثر الحديث حولها مؤخرًا، فإن أول ما يأتي في عقله هو
Whaaaaa, okay what? WTH؟
ثم سيبدأ بعدها في سرد رده أو اعتراضه أو تسليبه ببساطة أو طلب مصادر ما ذُكر. من المتوقع أيضًا أن يتجاوز الأمر ذلك إلى السخرية والتعجب من ذلك الذي يخالف الشروط مخالفة صريحة واضحة.
وإن وضعنا أنفسنا مكان الناشر للموضوع، هو يرى أن حقه نشر ما يشاء طالما لم يتعرض لأحد، وأن هذا من الحرية التي كفلها الدستور والقانون وشروط الاستخدام ... .
ورأيي سيكون مجروحًا بتحيزه، لكن سيكون الفيصل هنا هو قواعد الاستخدام، إذ لا بد من شيء يُحتكم إليه، وإلا صار الجدل أبديًا ودون جدوى.
إني أرى أن على المستخدمين السابقين مراجعة شروط الاستخدام الأخيرة، فإني لم أدرك أن شرط الموافقة على كون المساهمة مفيدة إلا قبل شهر أو أقل -نعم، تخيل!-، ولعل العديد منهم مثلي، يعيشون على الدستور الأول.
وعلى القادمين الجدد الاطلاع على المجتمع جيدًا قبل المساهمة فيه، فهذا بدهيات الحياة والتجربة، فأي عاقل يدخل مجتمعًا أو دولة ثم ينطلق فيها ذات اليمين وذات الشمال دون النظر في تاريخ ذلك المجتمع وما يحب وما يكره وما يأكل ويشرب، والذوق العام والمكروه فيه والمستحب، و.... .
وأن يعلموا -بغض النظر عما يكونوا قد أُخبروا به من قبل أو لم يُخبروا- أن كثيرًا من الأعضاء ها هنا قد تعودوا على مدار عدة سنوات أن الحديث والنقاش يكون حول الموضوع، ولا يُنظر كثيرًا لصاحب الموضوع ولا لمشاعره، إلى الدرجة التي تجاوز الحد والأدب والدين أحيانًا في سبيل الوصول للحق، وهذا فيه خطأ إن تجاوز الأدب، لكن هذا غرض المجتمع، وإلا كانوا قد تركوه إلى فيس بوك والمنتديات مرة أخرى إن كان ما ينتظره صاحب الموضوع هو "مشكور أخوي يعطيك العافية".
ذلك سيوفر كثيرًا من الوقت والضنى إن كنت تظن أن هذا المجتمع له توجه معين وتكتب فيه لأجل ذلك ثم يتبين لك خلافه.
واعلموا -لهذا المجتمع أو غيره أو للحياة عامة- أن الرأي السفيه لا يُحترم لذاته ولا لقائله، والاحترام يقتضي التزامًا واتباعًا وتقييدًا، لهذا سمي الإحرام إحرامًا، وتركنا للآراء الشاذة السفيهة لمجرد تقدير أصحابها أو عدم بيان الحق لهم لتجنب جرح مشاعرهم، هو السبب الذي سينشر في هذا المجتمع فئة الروابض التي كثرت في باقي الشبكات الاجتماعية، أن يتكلم كل أحد لأن لديه منبرًا، وقد منحه والده أو راتبه أداة ينشر بها، ومنحه هذا المجتمع منصة ينشر فيها.
فإن هذا الرفض والاستهجان ممن أبدى اعتراضه من أعضاء هذه الأمة الصغيرة باختلاف طوائفها سواء كان رجالًا أو نساء هو لذلك -في رأيي، مرة أخرى- وإلا لتركوا الأمر يمر فهذه منصة عامة ولينشر من شاء ما شاء.
وإن التلويح بعصا الاحترام والإنسانية وغيرها ورشق المخالف بالعصبية والتحيز وقلة الاحترام والاتهام وغير ذلك يجعل كل موضوع كحقل ألغام يخشى أن يكتب فيه كل أحد، فلا يبقى فيه إلا من يريدهم صاحب الموضوع، فينحسر الأعضاء رويدًا حتى يتركوا المجتمع، ويعظم شأن أصحاب تلك الموضوعات في أنفسهم لأنهم لا يسمعون إلا صداهم -كما يعوِّد فيس بوك الناس-.
هل يكون ذلك من نتائج فيس بوك؟ أن صار الناس لا تقبل من يخالفها، ولا تتصور وجود ذلك المخالف، وتفترض الاحترام المسبق وغير المشروط؟ أيكون هذا لتعود الناس في فيسبوك على عدم وجود زر "عدم إعجاب"؟ لا أدري، هذه ملاحظة عابرة.
الشاهد، ولنزُمَّ الموضوع قبل أن يتحول إلى كتاب، فإن لمس أحد المستخدمين السابقين سوء ظن أو اتهام ما، فليفترض جهل صاحب القول بما ذكرت ها هنا، وليبين -مع رده- ما يظن أن صاحب القول يجهله.
وإن كان أحد المستخدمين الجدد قد فاته الاطلاع على تاريخ هذا المجتمع "إضافة" إلى شروط استخدامه، فإني أهيب به أن يفعل، رجاءً، من أجل تجنب سوء الظن أو سوء الفهم.
هذا، وقد كان يتردد في نفسي قبل كتابة هذا الموضوع وأثناء كتابته كذلك رأي يريد مني أن أحجم، وأدع الأمر يمر إذ أنا أحذف حساباتي الاجتماعية منذ سنين، وسأحذف تويتر قريبًا، وربما يقل تواجدي هنا، فلم أجلب على نفسي جلبة لا طاقة لي بها، وليس لي فيها ناقة ولا جمل، ولا منفعة ولا مضرة، ... لكن لتدرك -سواء كنت عاملًا في حسوب أو عضوًا في المجتمع- ما يرى بعضنا من طاقة وفرصة لمثل هذا المجتمع بين الغثاء الموجود.
حاشية:
مرجع: المساهمة التي ذكرت فيها تحول حسوب إلى منصة تدوين، انظر ردود الفعل لها رغم أني ذكرت أحد الذين كان لم يعجبني "كثرة" تدويناتهم، بل لهم ردود في المساهمة نفسها. هذا دليل على كون المجتمع يدور حول الموضوعات وليس الأشخاص، ولا مكان فيه للمجاملات، لكن في نفس الوقت لا يأخذ الأعضاء النقد بمحمل شخصي.
رسالة إلى حسوب: كاقتراح أسرع، إن كان توجه الشركة إلى زيادة تنوع الفئات المستخدمة للمجتمع، فإني أقترح للقضاء على حركة
المقاومة من المعارضين القدماء أولئك، بأن يُجمعوا في صعيد وا..، أقصد موضوع واحد، ثم يقضى عليهم، كما فعل محمد علي بالمماليك :D
*هذه المساهمة مفيدة، صدقني، ولا تخالف الشروط، وليست سبام، وأنا شخص واع، أدرك أني لست في منتدى، .. بل لم أعد أدري أين أنا بعد الآن :D .. أترى ما فعلت بي يا عبد المهيمن؟ :D
،
from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/38vaW1f