الأحد، 20 أكتوبر 2019

[مقال لهجة مصرية] ممكن توجد دولة اقتصادها مكتف بذاته، بحيث أنها توفر كل احتياجات سكّانها دون الحاجة إلى استيراد بضائع من دول أخرى؟

"ممكن توجد دولة اقتصادها مكتف بذاته، بحيث أنها توفر كل احتياجات سكّانها دون الحاجة إلى استيراد بضائع من دول أخرى؟ "

الجواب :-

ياااااااااه، أخيرًا حد سألني سؤال اقتصادي مثير لقريحتي، كنت فين من زمان يا عم الحاج بس؟ :D

شوف يا سيدي، هو السؤال عجبني آه، بس هو فيه مشاكل :D

وهي كالتالي:

أولًا: الدولة كإطار تحليلي أو نقطة مرجعية.

إحنا عندنا مشكلة ضخمة جدًا في الدراسة الاقتصادية الأكاديمية، أنها منفصلة بشكل كبير عن تحليل الواقع الاجتماعي، فبينشأ سؤال زي دا، بيبدأ من عند "الدولة"، بينما إحنا عندنا مشكلة كبيرة جدًا هنا، وهو أن الاقتصاد الذي نعيش فيه اليوم "نظام عالمي"، يعني فكرة أن الدولة ككيان كده لها أصلًا تحكّم فيه أو في مواردها دي فكرة ساذجة جدًا حاليًا وغير مقبولة.

إحنا عندنا كيانات مختلفة - أريد لها أن تكون كذلك، وليست كذلك في حقيقة الأمر - ، فيه "السوق"، وفيه "السياسة"، وفيه "المجتمع"

السوق دا، اللي بنتكلم عنه هنا، الدولة، أيًا كانت مين، ليس لها سلطان عليه، السوق دا برّة الدولة، أي خارج حدودها، السوق دا في العالم، الدولة "تتدخل" فيه، لكنها لا "تملكه" أو "تتسلّط" عليه، لكنها تتسلّط على "الشعب" اللي برضه أريد له أن يعتقد أنه مصدر السيادة، ما علينا من القصة دي، الدولة تقدر تتدخّل في السوق، لكنها متقدرش تملكه، هو سلطته أقوى منها بمراحل، وهنا ممكن ييجي في دماغك أمثلة لمنع جمركي هنا ولا هنا، ولا أيًا كان، ومش القصد خالص السلعة دي ولا دي ولا دي، كلمني يا باشا عن "العمالة"، وعن "رأس المال"، وأخبرني، أي دولة في العالم حاليًا تقدر تمنع رأس المال من الحركة؟، وأي دولة تقدر تمنع حركة العمالة لصالحه في أي مكان في الكوكب؟، الجواب: مفيش، إنما السلع الاستهلاكية دي كده كده هيتلعب فيها ومش هي المهمة هنا.

فالقصد، عندما نتحدث عن الأسواق، نحن نتحدث عن الأسواق الرأسمالية، أي سوق العمل، وسوق رأس المال.

وبالتالي، الدولة أي الدولة القطرية دي أصلًا وحدة تحليل غير صالحة عند الكلام عن "اكتفاء" لأنه "اقتصادها"، مش "اقتصادها" في الحقيقة، مش بتاعها يعني بشكل مباشر.

وعشان كده أذكر أن تشومسكي كان بيقول أن عدو الولايات المتحدّة الأمريكية، في الحقيقة لا هو الإرهاب، ولا الأصولية، ولا التعصب القومي، إنما عدوّها دولة قومية حقيقية تحمي نفسها من الدخول في هذا النظام.

ثانيًا: مشكلة الحاجة والندرة.

ايه هي الحاجات؟، السؤال ممكن يبان سهل من الخارج، لكنه ليس كذلك.

يعني أنت محتاج إيه؟، لنفترض مثال بسيط خالص.

دولة عاوز تشرّب شعبها مياه عذبة، لكنها لا تملك الأنهار، تمام؟، مطلّة على بحر، فهتحلي المياه، هنا هي محتاجة إيه؟، محتاجة تكنولوجيا، فهنسأل، هل عندها التكنولوجيا دي؟، لو الإجابة آه أو لأ ، تمام، هل عندها البنية التحتية الداعمة؟، آه، طب هل عندها القدرة والملاءة المالية؟ ، آه أو لأ، هل عندها بقا الإرادة السياسية القادرة على جمع هذه العناصر معًا؟، آه أو لأ؟ وهكذا، لاحظ أن حاجة واحدة ترتّب عليها عدد من الحاجات والسلسلة موقفتش هنا، ينفع نكمّلها بس هنختصر.

دا في حاجة أساسية زي المياه، لكن الاقتصاد ، علم الاقتصاد يعني، مش بيعرّف الحاجات بأنها الحاجات الأساسية، يعني اللي تستقيم بيها الحياة، لكن هو بيعرّفها أنها أي حاجة ينفع يحصل لها إشباع، فاسرح أنت بخيالك بقا زي ما تسرح، هيفضل فيه حاجات، لكن ليس الأمر فقط هنا، فهو فكرة "الإشباع" دي فكرة أساسًا رأسمالية في حد ذاتها، استقلال الاقتصاد لا يعني أن كل الحاجات مشبعة، على الإطلاق.

مشكلة الندرة ليها علاقة بحاجة بقا خلقها ربنا، وهي أن الموارد مش موجودة عند كل الناس بنفس القدر والوفرة، فطبيعي فيه تفاوت غصب عنك حاصل، بين الدول وهكذا.

أمر آخر متعلّق بالحاجات، وهو هامٌ جدًا كذلك، بل هو الأهم، المشكلة مش في الحاجات، المشكلة في "خلق الحاجات"، ودا شيء مهم لعمل النظام الرأسمالي واستمراره، فيه دوامتين بيعمل من خلالهم النظام الرأسمالي: إنتاج وإعادة إنتاج وتدمير الطبيعة البشرية والثقافة، وإنتاج وإعادة إنتاج وتدمير الطبيعة.

دا ليه؟، لخلق المزيد من الحاجات والرغبات، وبالتالي، خلق المزيد من السلع والخدمات، وبالتالي فوائض قيمة، تتحول إلى تراكم لرأس المال، وهكذا.

دي دورة حياة الرأسمالية، وطريقة عملها الأساسية.

وبالتالي، ودا متعلّق بالنقطة اللي فوق، مفيش حاجات هتتوقف عند درجة من الإشباع، لأنك كل يوم هتواجه بسيل من السلع، وخليني أديك مثال برضه على حاجة أساسية، وهي المياه برضه.

هل أنت محتاج زجاجة المياة البلاستيك اللي بتتباع في السوبر ماركت دي؟

أنا أقولك: لأ، قطعًا لأ، أنت مش محتاجها بأي صورة من الصور.

وقبل ما تكون موجودة، الناس كانت بتعرف تشرب في الشارع مياه نضيفة عادي جدًا، إما بحملها في قوارير أو في سبل الماء أو أيًا كان.

إيه اللي حصل هنا؟، "إعادة إنتاج الطبيعة البشرية"، اشتغلنا عليها عشان الناس تقتنع أن "المياه" سلعة قابلة للشراء، وهكذا..

أهه دي "حاجة أساسية" ، أي "طبيعة بشرية"، لكن أعيد إنتاجها لضمان إنتاج مربح رأسماليًا، وصلت؟

خد بقا كل حاجة في حياتنا المعاصرة، هتلاقيها إما تدمير للطبيعة البشرية أصلًا، أو إعادة إنتاج لها لتكون مربحة ماديًا، وهكذا..

ثالثًا: فوائض القيمة والمراكز والأطراف.

من المشكلات المتعلّقة بالحاجات أيضًا، هو أنه ولأننا في نظام رأسمالي، فالإنتاج، يتطلّب رأس مال وعمالة ومواد خام وغيره من ترتيبات مؤسسية وظروف مجتمعية وهكذا، المهمّ، خلينا نفترض أن دولة معينة، قادرة فعلًا على التفوّق الاقتصادي الفحيت، وإنتاج ما يكفيها من كل حاجة بقدرة تكنولوجية ومالية مهولة (دا حصل بالفعل، في حالة الولايات المتحدّة الأمريكية)، اللي بيحصل بعدين أن تكلفة تشغيل رأس المال بترتفع، وتكلفة العمالة بترتفع لما نقترب من التشغيل الكامل، أو المواد الخام بتقل وتكلفتها ترتفع (ما إحنا استهلكناها)، اللي بيحصل، أنه الدول دي بتنتقل لنمط معتمد على رأس المال (ببساطة إحنا اللي معانا الفلوس والتكنولوجيا) وبتروح تجيب مواد خام، وعمالة من حتت تانية، دا اللي حصل مع الصين مثلًا، أنها كانت أرخص في العمالة بأضعاف أضعاف أوروبا وأمريكا لأسباب كتير ليس مقام تفصيلها بس أبسطها أنهم كتير جدًا :D

فلازم ساعتها، أمريكا، money wise يعني، تروح تفتح شغلها في الصين وتنقل هناك، بينما مثلًا، الدول ذات الموارد الفظيعة لازم تحافظ عليها متخلّفة وغير قادرة على الاستفادة من مواردها دي، عشان تعرف تاخد الموارد دي بثمن بخس (ودا اللي حصل مع دول وسط وغرب آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، اللي هي مراكز مواد خام العالم وثرواته)، وهكذا..

فهي حتّى لو قادرة نظريًا على الاستفادة من إمكانيات اقتصادها في تحقيق ما تسميه بالاكتفاء، مش هتعمل دا، لأنه إحنا في نظام عالمي "رأسمالي"، يعني بيخدم على رأس المال، وليس الدول، فالقرارات اللي هتتاخد هتكون لصالح رأس المال.

عشان إنتاج "فوائض القيمة" يفضل شغّال، وبالتالي، إنتاج رأس المال المتراكم، وهكذا.

رابعًا: عدمية الممارسة السياسية

يضاف لهذه الأشياء فوق بقا، أنه أصلًا السياسيين بهاليل مخاريق ومجموعة من البهايم المنافقين، ولا فارق معاهم أي حاجة من دي، والممارسة السياسية عدمية بالكامل وغير مهتمة أصلًا بحل أي مشكلة، ودا يشمل العالم بأكمله، حتّى التيارات السياسية الأيدولوجية، اليمين بقا قاعد ينبح زي الكلاب في التفوق العرقي للبيض وطرد المهاجرين، واليسار قاعد يقول شواذ وسود وأفارقة ومتحولين جنسيًا وزفت.

محدش أصلًا مركّز مع مين بيعمل ايه والعالم شغّال إزاي، بينما يعمل الرأسماليون عبر مؤسسات التعليم والإعلام وعبر التنظيم العملي وترويج الأيدولوجيات اللي تخدمهم في كل لحظة، شوية يمين شوية يسار المهم اللي يخدمنا.

فهو لو افترضنا جدلًا أنهم أصلًا عارفين مشاكل العالم بجد، فهما مش هيبقا هدفهم الأساسي حلّها، وإنما التماهي معها والخروج بأكبر مكسب ممكن منها وخلاص.

فبينما يعمل الكبار في صمت، يجب على بهاليل هذا العالم أن يشغلوه بالنظر إلى أعداء مختلقين وغير حقيقين، ويشتتوا القوّة السياسية للشعوب، إما بالقمع لو ينفع، أو بتعميم الفردانية المفرطة، أو أنهم يقعدوا يقولوا لهم شوفوا بقا سياسات الهوية أو البوليتكال كوريكتنس أو أي حاجة اتلهوا فيها، أو سقوط فستان الفنانة هيفاء وهبي حتّى، المهم اتلهوا وخلاص، واعملوا مسرحياتكم في سلام، وناموا آمنين أنكم فعلًا تملكون صوتًا مؤثرين وأنكم تغيرون العالم، وبس شكرًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خلاصة الجواب يعني: طالما كنّا نعرّف الدولة بطريقة رأسمالية، ونعرّف الحاجات بطريقة رأسمالية، ويعمل اقتصادنا بطريقة رأسمالية، فإحنا جايين نهزر عندما نتكلم عن "استقلال" أو "اكتفاء" من أي نوع، حتّى لو كان استقلال في قرارك هتاكل إيه إنهاردة.

وصباح التفاؤل والأمل :D :D

-- الغازي محمد



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2W97UKl

حماية البث المباشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يوجد طريقة لحماية البث يعني حتى ليستطيع احد سرقة رابط m3u8 وتشغيله في موقعه



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/31ymImw

شعارات Logo's



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2W0nyaQ

نصائحكم: مطبعة ملابس صغيرة

السلام عليكم

أخطط لفتح مطبعة ملابس

جهزت خطة عمل مبدئيا و لكن أعاني من نقص المعلومات التسويقية

خاصة أنني أركز على نشر المحتوى العربي في التصاميم

-

أريد نصائحكم في كل شيء لا تبخلونا



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2MtLzUi

شهادة معتمدة ! من أين ؟

السلام عليكم

لطالما سعيت إلى تطوير نفسي و تفكيري و هذا حال الكثيرين

الذين لم يجدو لهم مكانا وسط الحيز التعليمي الحكومي , فكان الحل اللجوء إلى الأنترنت لتوثيق ما يجيدونه بـ شهادة

و هذا موضوع بحث ثري بالنتائج ,بعضها مجدي و الآخر لا نفع منه

  • السوال : شاركنا معلوماتك من أين يمكن الحصول على شهادات معتمدة في أي مجال

المجانية و المدفوعة



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2P4oYiN

كيف تقاوم محاولة استفزازك إذا كان خيار التجاهل عير متوفر؟

هذا هو سؤالي فقط وأفضل طرق مجربة وليس مجرد كلام جرائد أو كتب



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2MV5uL3

الدين في Breaking Bad

عالم بريكينج باد، هو عالم ما بعد ضياع القضايا الكبرى، وفقدان الهوية الفردية، وغياب المعنى، عالم يلجأ فيه المراهقون إلى الميث، إنهم بحاجة للهرب حتى قبل أن تلقي الحياة في وجوههم بكل ما في جعبتها، فهم لم يروا الكثير بعد على كل حال، لكنهم يهربون ليس من ضغط الواقع، بل من فقدان الهوية والمعنى، يهربون بالتحليق في العدم واللامكان.

يبدو موقع الدين من أحداث مسلسل بريكينج باد ملفتًا للغاية، من خلال غيابه وحضوره على السواء، لدينا غياب واضح للدين كمقولات ومؤسسات ورمزية داخل أحداث المسلسل، مثلاً لم تذهب أيّ من الشخصيات العشر الرئيسية إلى كنيسة على مدار الخمس مواسم؛ يبدو غياب الدين عن أسرة عالم الكيمياء طبيعيًا ومبررًا نظرًا للطريقة التي قدمت بها شخصية والتر، لأن الذي يشكل مفهوم الدين بالنسبة لوالتر هو الكمياء، لذا فهو لا يؤمن سوى بالمادة والتغيير والمعادلات.

أيضًا يدور المسلسل في إطاره الأعم عن الجريمة والمخدرات، ولا نتوقع أن يكون لدى أفراد العصابات في عصر ما بعد الحداثة حسّ أخلاقي أو مرجع ديني بشكل بارز، لذا غياب الدين كان له معنى على الدوام، إنه غياب يؤسس لشخصيات المسلسل وعالمه، لكن ماذا عن حضوره؟

المرات القليلة التي تظهر فيها لمحات دينية تكون غالبًا في سياق استنكاري أو تهكمي؛ بعد حادث الطائرة، تنظم المدرسة التي يعمل فيها والتر، تأبينًا جماعيًّا للضحايا، لقاء مع الطلاب ليعبروا عن مشاعر الحزن والغضب، تسأل طالبة: “إن كان الله حقيقيًا، فلمَ يسمح بموت كل هؤلاء الأبرياء دون سبب وجيه؟”، السياق الذي يذكر فيه الإله هنا، هو سياق إدانة مغلفة بالشك، على يد مراهقة من نفس الجيل الذي يلجأ للميث أكثر من الكنيسة.

بعد تخلص جيسي ووالتر من آثار جريمتهما الأولى، -بإذابة الجثة في حمض قويّ-، يسيطر الخوف على جيسي، ويشعر على الدوام أنه مهدد من أتباع القتيل، يتبعه ذات مرة رجلان ضخمان من أفراد العصابات قادمين نحوه، يرى في ملامحهما الغضب والشراسة ويوقن أنه هالك لا محالة، لكننا نتبين في المشهد اللاحق أن خوف جيسي يتلاعب بعقله، الرجلان الضخمان لم يكونا سوى مراهقين تركا ورقة تبشيرية على باب منزله ورحلا؛ ظهر الدين هنا بشكل خاطف، باعتباره صورة مرعبة ومضخمة لأصل ضئيل.

أكثر الطرق خفة في تعبير صناع العمل عن موقفهم من الدين، جاء من خلال “غونزو” زوج أخت توكو، الذي يرتدي صليبًا كبيرًا هو الإشارة الدينية الأوضح منذ بداية العمل؛ بعد أن قتل توكو أحد مساعديه “نو دوز”، يطلب من غونزو التخلص من الجثة في مكبّ سيارات، يستنكر غونزو الأمر، “إنها طريقة غير لائقة ومخالفة للتعاليم المسيحية”، لكنّه ينصاع لتوكو خوفًا، ثمّ يعود وحيدًا في الليل لينفذ تعاليم المسيح، يحاول إخراج الجثة من تحت السيارات المتهالكة ليدفنها، فتسقط على ذراعه وينزف حتى الموت.

إنها ميتة عبثية وتافهة، لمجرم عتيد لم تقتله صراعات العصابات لكن أودى بحياته اعتقاده الدينيّ، في مشهد لاحق يسخر هانك من غونزو، “إنه المجرم الأكثر غباءًا في العالم”، وكأنها سخرية من التعاليم الدينية التي قادته إلى مصيره العبثيّ، اللحظة الدينية النادرة في المسلسل تقود صاحبها للهلاك بنفس الطريقة المخالفة للمسيحية التي كان يريد أن يمنعها، تتواصل سخرية هانك من غونزو ومصيره، يلتقط الصور التذكارية مع جثة غونزو مبتورة الذراع، والابتسامات تعلو وجهه، وكأنه يخلد اللحظة التي قادت مجرمًا إلى حتفه ليس لكونه شريرًا، بل بسبب لحظة نادرة في حياته قرر فيها أن يكون رجلًا صالحًا.

يظهر الدين مرة عابرة أخرى في صورة طقس غريب، حين يذهب الأخوان المكسيكيان زحفًا نحو قديسة الموت –إلهة محلية تنتشر عبادتها بكثرة في أمريكا اللاتنينة-، ليقطعا عهودًا بقتل هايزنبرج ويطلبا عونها، كان ينبغي أن تمنحهما مشقة الزحف مباركة أكيدة، لكنّ الإلهة تخذلهما، يفشل الأخوان في قتل هايزنبرج، يُقتل أحدهما، ويفقد الآخر ساقيه، هذه المرة أيضًا بخفة وذكاء يجعل أصحاب العمل الاعتقاد الدينيّ يرتدّ على أصحابه، بمشهد في المستشفى يحاول فيه الأخ مبتور الساقين الهجوم على هايزنبرج، لكنه يسقط ويزحف مرغمًا كرجل لم يعد بإمكانه الوقوف، الزحف هذه المرة نحو هايزنبرج بدلًا من آلهة الموت؛

العالم الحقيقي يختار آلهته لاعتبارات أخرى.

المصدر



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/31xAAxv

متفرقات ٣: الجوكر، الحليب الأحمر، والعزلة لمدة ٧٢ ساعة



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/32vcepj

لكم شرف عنونتها (^_-)



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/33IW1gD