الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

أنا ما حرقت حالي.. انا انفجرت

كنتُ أجلسُ في غرفتي وأمامَ جهاز الكمبيوتر الخاص بي، إذا بخبرٍ عبرَ وسائل التواصلِ الإجتماعي حولَ حرق شاب لنفسهِ في غزة قبل عدة أيام .

أعتقد أن هناك الكثيرُ من الأخبارِ والقصصِ المشابهةِ لهذهِ القصة ، لكن هذه الحكاية أحرقت قلبي , وجعلتني أبكي.

فهذهِ الحكاية حولَ الشاب "يحيي كراجه "(26) عامًا ، كانَ يعيش مع اثنينِ مِن أشقائه ووالده ووالدتهم في الأردن، فانفصل الأب عن الأُم، وعاد الأب مع أبنائهِ الثلاثةِ إلى قطاع غزة منذُ سنواتٍ طويلة ، حيثُ كان يعملُ محاضرًا في جامعاتِ غزة، ثم توفي بعد سنواتٍ، وبقي الأبناء الثلاثة(عبدالله ، يحيي ، عبود) بلا مُعيل ، ثم طُردوا مِن منزلهم ، وتم قطعُ لسانُ "عبود" بعد مطالبتهِ بحقةِ من قبل أقاربه ، كما قالوا في تصريحاتٍ سابقة لهم .

تركوا بلا مأوى ولا مأكل ولا ملبس، لا ملجا لهم سِواء الشارع ،و بحثوا عن عملٍ ولكن لا جدوى ، فأصبحت الحياةُ لا تُطاق لهم .فما كان من الشاب" يحيي "إلا أن أقدم على حرقِ جسدهِ في محاولةِ للتخلصِ مِن تلك الحياةُ البائسة ُ . وقبلَ أن يلفظُ أنفاسه الأخيرة ، قال هذه العبارة لأخيهِ عبود: "أنا ما حرقتش حالي.. انا انفجرت بس".

بدأتُ أتساءل بيني وبين نفسي : هل انعدمت الرحمة من قلوبِ البشر ِ؟؟ . في جسد "يحيى "تصفت عصارة وخلاصة حيونة الإنسان في غزة وتحويلهِ إلى مجرد جسد بيولوجي .

وبعد سردي لهذهِ الحكاية المؤلمة ، هل الانتحار حرام في مثلِ هذه القصص ؟! وهل أقارب" يحيي" بشر ؟!



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/32EsfZs

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،