أنا فتاة ادرس في المرحلة الثانوية في تركيا وتحديدا في اسطنبول ، اليوم الخميس ذهبت الى المدرسة كأي يوم اخر ، كان يوما دراسيا طبيعيا وجميلا ايضا لم يتبق الا درسان وينتهي هذا اليوم ، كنا في وقت الاستراحة عشرون دقيقة مخصصة للصلاة، كنت اتوضأ عشر دقائق واصلي بالعشر دقائق الاخرى ، توضأت.. دخلت الى المصلى وضعت احذيتي على الرف المخصص لها اتجهت الى المكان الذي اصلي به عادة نظرت اتجاه القبلة.... لكنها لحظات اسمع صرخات من خلفي ! الجميع ينظر للأعلى نظرت للأعلى رأيت السقف والبناية كلها تتحرك بشكل مخيف وهرع كل من يصلي للخارج وانا بينهم بالطبع لم افكر بشيء في تلك اللحظات الا بإنقاذ حياتي... خرجنا الى الساحة الخلفية الكبيرة خلف المدرسة لم اكن اعي بتلك اللحظات ما حدث ظننتها قنبلة او بناية وقعت بقرب المدرسة لكن بعدما بدأ الناس بالحديث سمعت كلمة (ديبرام) وهي تعني زلزال بالعربية فعلمت بتلك اللحظة ان ما حصل كان زلزال ،، جلست على الارض لألتقط انفاسي .. كان الجميع بحالة هلع تامة جميع الطالبات يبكين بعدها بدقائق حاولوا الاتصال بأهاليهم لكن جميع خطوط الهاتف مقطوعة .. فازداد الامر سوءا ،عملت انه عندما تحدث مثل هذه الامور للانسان يحاول اولا انقاذ حياته ثم يطمئن على احبابه .. الاشخاص الذين نحبهم عائلتنا اصدقائنا احبائنا ،بدأت بالبحث عن صديقتي بالعادة صديقتي لا تصلي باستراحة الصلاة بل تذهب للعب بكرة الطائرة ،، ذهبت للساحة التي يلعبون بها كرة الطائرة كان الوضع اسوء هناك .. كان الوضع يزداد سوءا فعلمت انه اضطراب ما بعد الصدمة ،، واخيرا وجدتها صديقتي كانت تبكي بشكل هيستيري بدأت اهدأ من روعها واحدثها واقول لها انها كانت مجرد ثواني لم يحصل شيء لا تضخمي الامور! نظرت بعيني وقالت مجرد ثواني كان من الممكن ان اموت بتلك الثواني !! كنت العب بتلك الثواني بدلا من ان اذهب لأصلي..بالاضافة الى ان صديقتي من الناجيين في حرب وقصف سوريا كانت تتمتم وتقول تذكرت الحرب واخي الذي استشهد بها قالت لي انها تذكرت الحرب والخوف الذي عاشتهما في سوريا قالت لي ان شريط حياتها عرض امام عينيها.
بعد ذهابي من المدرسة وعودتي الى البيت بسلامة والحمدلله علمت انها كانت مجرد خمس ثواني نعم خمس ثواني تسببت بكل هذا!! ظننته دهرًا
تعلمت ان الانسان ضعيف، تعلمت ان من الممكن ان تنتهي حياتك بأي لحظة فكن على اكمل استعداد.
from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://ift.tt/2m5r6uz
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
دائماً، رأيكم يهمنا،