الخميس، 6 يونيو 2019

عقد زواجي على الفيس بوك

في هذه الآيام وصلنا لمرحلة محورية في إعتبار وسائل التواصل الاجتماعي من الأمور المهمة والضرورية في حياتنا بشكل عام .

لا يمكننا الاستغناء عنها خاصةً بعد أن دخلنا مرحلة السرعة والتكنولوجيا في جميع تعاملاتنا وروتينا اليومي .

المرعب في الموضوع هو مدى تأثير هذه الوسائل على حياتنا العاطفية !

جزء لا بأس فيه من الناس يعتقد أنها تؤثر بشكل إيجابي والبعض الآخر يعتقد أنها سبب تدمير العلاقات العاطفية وفشلها،

  • الفيس بوك صديقي المحايد

لا يمكنني إنكار دور الفيس بوك بتقليص المسافات بين الأشخاص، فأصبح بالإمكان التواصل مع أي شخص مهما كان بعيداً عنا وبلمح البصر وله دور اساسي في زيادة معارفنا في العمل أو في المنطقة السكنية أو في الجامعة ...

يمكننا التعرف على أشخاص يملكون نفس التخصص أو الهوايات أو المجال أو الذوق من خلال تصفح حسابهم الشخصي ومعرفة الأشياء التي يحبونها أو يكتبون عنها في فيسبوك مثلاً.

عدا عن كونه نافذة للإعلام ونشر الأخبار المختلفة فور حدوثها ومنصة متاحة للتعبير عن الرأي في كافة الاخبار والاحداث الموجودة في العالم في اي مجال من مجالات الحياة المختلفة .

لكن انتظر !

صديقي هذا محايد نعم إنه محايد ومرعب في سلبياته إن لم تستغله بالشكل المثالي وضمن الضوابط الصحيحة ...

اهلا بصديق السوء ورفيق المتاعب

اتحدث هنا عن تجربتي كطالب جامعي لاقول لكم بإن الفيس بوك عدوي الصعب المنيع في مرحلتي الجامعية

هذا الصديق هو منبر للتواصل والاختلاط الالكتروني بحكم وجودنا في بيئة جامعية فيها كلا الجنسين فهو يبني بيئة للنفس حتى تتوق وتنفلت ويبقى الصراع الداخلي ما يزال قائماً بينها وبين شغفها لتجربة مرحلة قد تكون نتائجها كارثية

كثرة التعامل ضمن إطار مغلق بدون رقابة عامة تخلق جزءًا من العاطفة او على الاقل لها دور في كسر حواجز لطالما تمنيت عدم كسرها !

بعد ان كانت الاسئلة تدخل ضمن دائرة الهدف والمصلحة من التواصل سواء كانت اكاديمية ام خدماتية ام غيره وانتا في غفلة تدخل في دائرة الاسئلة الي لا سبب لك واضح بسؤالها غير ان فضولك هذا اخبرك بالقيام بذلك .

  • خِطبتي على الفيس بوك

أسهل مشاعر يمكن أن يغذيها أي شخص في الطرف الآخر هي مشاعر الإعجاب التي تجعل الصورة جميلة ومشرقة وتكون طريقاً للبدء بإظهار القناع الجقيقي للطرفين، هذه المشاعر جاءت من كثرة التعامل والتعاطي مع الاسئلة الفضولية والخروج عن سياق الحديث وسببه اصلاً !

ترتفع سقف التوقعات في وضع فرضيات ومحاولة معرفة ردود فعل الطرف المقابل من خلال التحدث والقيام باي قعل غير مألوف وصحيح حتى يرى رد فعل الطرف المقابل إيجابياً هو ام سلبياً الوقت هو الفيصل حتى تصل للمرحلة التي تتمناها !

مع الوقت سنقع في الفخ ونبدأ بالدخول لمرحلة المديح والإعجاب والمتابعة والاسئلة الشخصية لندخل دائرة الإعحاب اكثر فاكثر ..

ينتهي بهما الأمر بالتحدث طوال الوقت على المسنجر وتلميح نظرات وردود فعل الإعجاب ويطول الحديث حتى نصل لمرحلة يكتشفان بإن كل منهما مناسبين لبعضهما البعض ليقررا الالتقاء على أرض الواقع وتطوير العلاقة بينهما.

كلامي هذا لا ينطبق على من كانت ردود فعلهم سلبيه في الإجابة عن الاسئلة الخارجة عن اللإطار العام !

هولاء من قاموا بترويض النفس وتجهيزها للرد المناسب في مثل هذه الحالات حتى لا تدخل دائرة المشاعر والعاطفة !

حتى تبقى في دائرة الفائدة والمصلحة ضمن الحدود العامة !

وأيضا لكيلا نكون ضحيةً ساذجة للمتساهلين .. ولقمة سائغة لمن تسوّل له نفسه ..

  • عريس اونلاين

من هنا يبدأ المشوار بعد ان كان التعارف سطحي على الفيسبوك بضع لايكات هنا وهناك، كشف شخصية وطباع الطرف الاخر من خلال منشوراته واسئلة فضولية وغيرها من التفاصيل المهمة، إذا تطورت الأمور تنتقل العلاقة إلى درجة أعلى

العلاقات من هذا النوع تغذيها الأحلام والرومانسية أكثر من الحقائق والواقعية.

في مثل هذه الامور انا متفهم بإن الفتاة تخاف العنوسة وتشعر أن قطار الزواج سيفوتها حتمًا، وغالبًا رأت بإن هذه فرصة مناسبة لها حتى تضمن مستقبلها وحياتها العاطفية ..

هي ترى بإنه شاب من خيرة الشباب، أخلاق ووسامة وشهامة وغيرها من الصفات التي ندرت في هذه الأيام. تقنع الفتاة نفسها أن الشاب يستحق بان تعطيه كل الثقة وتسلم يدها له ..

  • سقف التوقعات

مرحلة جديدة قد بدأت اهلا وسهلا بكم في عالم الحياة الوردية، الذي غالبا ما يكون بلا أساس أو ضمانات نمر فيه بمراحل الغزل والهيام والمديح واللقاءات التعارفية

في هذا العالم كل طرف يحاول ان يكون مثالياً امام الاخر ..

لدرجة انهما قد اختارا ألوان البيت وديكوره وأسماء الأطفال أيضًا !

توقعات الطرفين تكون مبنية على صور شاهدها وكلمات كتبها او حتى حوار عبر الهاتف ..

  • النتيجة لهذا الزواج

إعتياد التواصل وتفريغ المشاعر الجياشة في هذا العالم الازرق يصل بنا لمرحلة يصبح واقعيا ورسميا بالنسبة للعلاقة

فالحضور والمتابعة والعطف المستمر الدائم اصبح واجباً ومع الزمن نصل لمرحلة وقوع تجاوزات وحصول تقصير او غياب مما يسبب بيئه مفتوحة للمشاكل تخلق الكثر من الشكوك والفرضيات عن الطرف الاخر خصوصا بان عالم الفيس بوك غير واضح المشاعر للطرف المقابل ...

لا ننسى بإن الفتاة موجودة في بيئة مخيفة فيها تخوف دائم من معرفة اهلها عما يحصل بين الطرفين من تجاوزات !

  • هذه نهايتي الغير منتظرة !

كنت في جلسة نقاشية مع دكتوري الفاضل في مكتبه حول هذا الموضوع اترك لكم ما قاله

قال لي يا ابني مثلما ترتجي خيراً في اي فتاة لك نظرة إعجاب بها وفي حسن تربية أهلها الكرام لها فلابد أن يرزقك الله على قد نيتك ولن يُخيب الله رجاءك ولا أملك ما دُمت لا تظلم..

ظُلم الأنثى في عرضها يا ابني عظيم ولا يُكَفره شيء فتُعاقبُ عليه في الدنيا قبل الآخرة.

أحسن تعامُلك، صنْ نفسك وتشبث بعفافك يرزقك الله بحوله مَنْ ترتضيها نفسك..

تذَكر كلامي واثبت على ما ذكرتهُ لي يأتيك الله بخير الأقدار وأجملها.

وقتها تذكرتُ قول استاذي في المدرسة الأستاذ رحال رحمه الله

" اتق الله ترَ عجباً "

هي عبارةٌ استذكرها في كل حين وآن، في مواقفنا وحياتنا الجامعية وعلاقاتنا وكلما استوجب مشهد من مشاهد الحياة استحضار تلك العبارة .

اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الهُدَى، وَالتُّقَى، وَالعفَافَ، والغنَى :))



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://bit.ly/2XuQUxQ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،