الخميس، 1 مارس 2018

أوّل رحلة لي إلى الصحراء اللّيبيّة.

لطالما أردتُ الذّهاب إلى الصّحراء ذات الرّمال العالية والكثبان الواسعة ، وفي ذلك اليوم 11 يناير عُرِض عليّ طلب للمجيء إلى هذه الرّحلة الّتي نظّمها فريق رالي من طرابلس ، وبالطّبع سيظهر غبائي بوضوح إذا رفضتُ الذّهاب إلى هذه الرّحلة الّتي كانت رائعة كما توقّعتها.

http://ift.tt/2F88qi0

كانت وجهتنا إلى جبال أكاكوس ، وكما يظهُر في الصّورة أدناه ، جبال أكاكوس بعيدة جدًّا عن طرابلس ومن المستحيل الوصول إليها برحلة غير متقطّعة.

https://suar.me/va2mL

ولهذا خرجنا من طرابلس متوجّهين إلى ودّان

http://ift.tt/2oy74Hg

وتمّ استقبالنا في ودّان من قبل الجمعيّة المنظّمة للرّالي ، ونزَلنا في أكثر نُزل شباب كبير جدًّا هناك في ودّان ، بقينا هناك حوالي 32 ساعة ومن ثمّ تركنا ودّان متوجّهين إلى أوباري ( المدينة المشهورة بالتّمر الفاخر وبحيرة " قبرعون " الشهيرة ) ولكن لم نبت في أوباري ، أخذنا قسط من الراحة ( حوالي 6 ساعات ) ومن ثمّ واصلنا الرّحلة وصولًا إلى أكاكوس.

كانت الطّريق من طرابلس إلى ودّان سهلة ومعبّدة ومليئة بالمطاعم والمتاجر والصّيدليّات لهذا لم نواجه أيّ مشاكل في المرحلة الأولى ( من طرابلس إلى ودّان ).

وكذلك الحال في المرحلة الثّانية ( من ودّان إلى أوباري ) مع أنّ الطّريق كانت خالية من الأسواق والمتاجر ومخيفة بعض الشّيء ( وكر قطّاع الطرق ) ولكن لم نواجه تلك الصّعوبات الّتي واجهناها في المرحلة الثّالثة ( من أوباري إلى أكاكوس ) ، كانت الطّريق من أوباري إلى أكاكوس غير معبّدة إطلاق أو حتّى ممهّدة قليلًا ، ولهذا كان معنا مرشد سياحي ( أحد أهالي أوباري ( من الطوارق ) وهو على معرفة وخبرة كبيرة في طرق الصحراء اللّيبيّة الجنوبيّة الغربيّة ) ، وكان هذا المرشد لديه وظيفتين أساسيّتين :

1_ إرشادنا إلى الطّريق الصّحيح ، خروجًا من أوباري حتّى أكاكوس دون الضّياع في وسط الصّحراء الخالية من أي أثر بشري.

2_ إبعادنا عن المناطق الّتي تبتلع ما عليها ( وهو ما يسمّى بالغرق في الصّحراء ، أيّ أنّ الرّمال تبتلع ما عليها حتّى وإن تجاوز وزنه ال 5 طن ).

وأنا بالنّسبة لي أجد أنّ وظيفته الثانية أهم من الأولى ، لأنّ الضياع في الصًحراء لا يعني غالبًا الموت ، ولكن ابتلاع الرمال هو الموت بذاته ، وبالطّبع أنّكم سمعتم عن الجيوش البريطانيّة الّتي ابتعتها الرّمال في بحر الرّمال العظيم المتواجد في الصحراء الليبية الشرقيّة ، وقد كان ذلك الجيش يتكوّن من المشاة وحتّى الدّبّابات الضخمة ، وكان ذلك أيّام سيطرة بريطانيا على برقة.

وبعد مواجهة العديد من المشاكل والمصاعب في طريق الوصول إلى أكاكوس خروجًا من أوباري ، وصلنا إلى تلك " الجنّة الصّحراويّة المسمّاة بأكاكوس ، وبقينا هناك ( بجوار جبال أكاكوس )حوالي 9 أيّام ، أقمنا في هذه الفترة سباق الرّالي ، واستمتعنا بتلك المناظر والتقطنا الصّور.

وكان الرّجوع من طريق الذّهاب ذاته.

وهذه الصّور من تصويري بعدسةiphone 5 :

النّزول من جبل رملي عالٍ جدًّا ( أكثر من 350 متر ارتفاعًا ) وكان هذا الجبل لحسن الحظ مدرّج كما هو موضّح في الصّورة أدناه :

https://suar.me/eJpoQ

صورة تجمع فريق الرّالي مع سيّارتهم متواجدين بجانب أحد البحيرات الحلوة ( مياهها صالحة للشرب ) الواقعة بين طريق أوباري وأكاكوس ، ( ليست من تصويري ).

https://suar.me/OVvGx

توضّح الصّورة سيّارتان عالقتان في قمّة أحد الكثبان الرّمليّة خلال محاولة منهما للنزول من على ذلك الجبل الرملي ، وسيّارة أخرى صاعدة إلى هناك للمساعدة بطريقة غبيّة ، لا أعلم كيف ولكنّها كانت على وشك الاصطدام بالسيّارة الأخرى العالقة على القمّة.

https://suar.me/LPvAE

هاتان الصّورتان توضّح هذه السيّارة متواجدة في منتصف منطقة يسمّيها أهل منطقة أوباري بالهاوية ، وهي أخطر المناطق الصّحراويّة ، لكثرة الأفاعي بها ، وكثرة حالات الابتلاع الرملي بها ، وتشتهر هذه المنطقة بالسّماء الصّافية جدًّا ، والغريب أنّ السّماء فيها تكون ذات لون رمادي بعد غروب الشمس ، كما هو موضّح هنا :

https://suar.me/a8Wr3

https://suar.me/lyEz4

توضّح الصّورة أحد الدوّامات الرّمليّة الّتي تبتلع ، ولكن هنا تُعد ليست بذلك الخطر المصاحب للمناطق المستوية الّتي تبتلع ، فالدّوّامات كما موضّح بالصّورة سهل التّعرّف عليها فهي كالحفرة وبهذا سهل الابتعاد عنها ، أمّا المناطق المستوية فهي ليست جميعها تبتلع وكذلك صعب التمييز بين المستوية التي تبتلع والتي لا تفعل.

https://suar.me/eJpw4

صور لبحيرة " قبرعون " :

https://suar.me/OVvKB

https://suar.me/j8EYW

https://suar.me/33vln

هل قمتَ في يومًا ما برحلة إلى الصّحراء ، كيف كانت تلك الرّحلة ؟؟!

وإن لم تقم ، هل تحب الصّحراء وتريد القيام برحلة ؟؟!



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/2GXjpeR

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،