السبت، 3 مارس 2018

لماذا نجحت تونس و فشلت مصر(في العملية الديمقراطية)

كلا البلدين قامت بهما ثورة شعبية عام 2011 و اسقطت نظام دكتاتوري بغية اقامة نظام ديمقراطي

النتيجة بعد 7 سنوات, ان تونس نجحت في ذلك بينما مصر فشلت بل انتجت نظام دكتاتوري بوليسي/عسكري اسوء من نظام مبارك!

هناك عدة عوامل:

1- طبيعة النظام السياسي للبلدين قبل الثورة:

النظام المصري السابق شكله العسكر, اي بعد انقلاب 1952 و لعب العسكر الدور الابرز في كل مؤسسات الدولة

هذا التوجه بدأ بالانحسار بعد هزيمة 67, و لكن استمر دور الجيش قائما خصوصا ان السادات و مبارك من كانوا قادة بالجيش, اي الجيش له نفوذ قوي بالسياسة مما مهد لانقلاب 2013(بدعم شعبي كبير)

النظام المصري كان في البداية قومي/عربي اشتراكي القيم الليبرالية(اساس الديمقراطية) كانت تنظر لها نظرة سلبية من النظام, بينما في تونس العسكر لم يلعبوا دور مهم, و النظام التونسي كان نظاما ليبرالي علماني.

2- الثقل الاقليمي و الدولي: مصر ذات اهمية اكبر للاقليم و العالم, فلها حدود مع اسرائيل, بالتالي كانت محط التجاذبات السياسية الدولية و الاقليمية(دول الخليج) و هذا اثر سلبا على العملية الديمقراطية.

  1. تيارات الاسلام السياسي: بسبب ان النظام التونسي كان علمانيا, و قرب تونس من اوروبا و تأثرها بالثقافة الفرنسية

الشعب اقل تدينا بكثير بالمقارنة مع المجتمع المصري, و هذا ما جعل التيارات الاسلامية التونسية و ابرزهم اخوان تونس(النهضة) اكثر تحررا و انفتاحا فبالامكان اعتبارهم حزب يميني اشبه باحزاب اليمين الاوربية

فلا توجد في برامجهم السياسية تطبيق الشريعة و الخلافة...الخ مما جعلهم اقل تصادما مع التيارات العلمانية التونسية

بينما في مصر و نظرا لطبيعة الشعب المتدين , افرز اسلام سياسي راديكالي(بدرجات متفاوتة)

فاخوان مصر لديهم شعارات و برنامج واضح بتطبيق الشريعة, بالتالي كانوا اكثر تصادما مع التيارات العلمانية/الليبرالية المصرية(الاخوان فشلوا باجتذاب اي قوى غير اسلامية للتحالف معهم)

و هذا الامر سبب هلع لدى تلك التيارات مما اضطرها لتوحيد جبهتها(ليبراليين و قوميين/اشتراكيين) ضد الاخوان و التحالف مع العسكر

بالتالي يمكن تلخيص السبب في فشل التجربة المصرية الى (العسكر و الاسلاميين)

اما العلمانيين في مصر فلا يملكوا شعبية كبيرة(بسبب طبيعة الشعب المصري المتدين)



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/2oEWxKz

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،