الاثنين، 15 مايو 2017

أنا مؤمن لماذا لا تحترم أفكاري و معتقداتي؟

غير مسموح لك أن تقول هذا, يجب أن تحترم ديني أو فكري أو توجهي.

لطالما سمعنا هذه الإجابة, أنه يجب علينا إحترام معتقدات و أفكار و آراء الآخرين, سواءً على صعيد ديانة الأشخاص أو أي صعيد فكري آخر.

و لكن هل يجب علينا حقاً إحترام آراء أي شخص؟

قد يبدو طرح سؤال كهذا فظاً في البداية, و لكن نكتشف رويداً رويداً أن إحترام آراء الآخرين هو محض فكاهة.

يوجد اليوم مئات الأديان حول العالم بل الآلاف, و كلٌ منها له إيمانه الخاص, فإذا نظرنا إلى الديانات الإبراهيمية الثلاثة مثلاً نجد أن كل ديانة تقدس يوماً بالأسبوع و تخصصه لعبادة ربها(الجمعة - السبت - الأحد)

لو كنت أعمل و لا أريد أن أعطل, هل عليَّ أن أعطل إحتراماً لوجود شخص من إحدى هذه الديانات معي في نفس المنزل؟

لو ذهبت إلى الهند هل عليّ أن أمتنع عن أكل لحوم البقر إحتراماً لملايين من الشعب؟

لو كنت آكل لحوم الحيوانات, و سكن معي بغرفة طلاب شخص نباتي, هل عليّ إحترام آرائه و أصبح نباتي إن كنت غير مقتنعاً بذلك؟

صراحةً الموضوع مثير للسخرية, من هو الذي يستطيع أن يحترم كل الديانات مثلاً؟ أو أيّة ديانات أحترم؟ الموجودة بمدينتي فقط مثلاً؟ و أصلاً منها ما يتضارب مع بعضها, فعندما أكون مع شخص مسيحي و آخر بوذي, كيف أستطيع أن أحترم فكر شخص يؤمن بآله موجود بالسماء و بنفس الوقت أحترم فكر شخص يتبع حكيماً ما!

يوجد شيء واحد فقط علينا كلنا كبشر أن نضمنه لبعضنا, و هو حرية الأفكار و المعتقدات و الممارسات طالما أنها لا تؤذي أحد, لا يتوجب علي أن أحترم أي رأي لست مقتنعاً فيه, بل على العكس أنا حر أن أنتقده دون أن أجرّح صاحبه, و بنفس الوقت أحارب بكل قوتي لكي أضمن لك حرية أن تعبر عن رأيك.

إن كنت تريد أن تعطل يوماً ما, فأنت حر و لكن أنا لن أعطل...إن كنت تريد أن تصوم في رمضان, فأنت حر و لكن أنا سأستمر بالأكل في الطرقات...إن كنت نباتي فأنت حر و لكن أنا سأستمر بأكل اللحوم.

و بنفس المنوال ننتقل إلى إعلان الشخص عن إلحاد و إنتقاده الأديان:

طالما الجميع يعلن ديانته و يمارس طقوسها ليل نهار و معظمهم يشتم الملحدين بشدة, فأين المشكلة أن أعلن إلحادي و أنتقد الدين الذي أريد إنتقاده؟ سأقول أنا ملحد و سأنتقد ما أريد, سأنتقد آية مسيحية أو سور قرآنية و حتى سأنتقد آله هذه الديانة, فأين المشكلة؟

بإختصار:

  • حرية الأفكار و المعتقدات و الممارسات: حق مقدس لكل إنسان.

  • انتقاد هذه الأفكار أيضاً حق مقدس لكل إنسان

  • انتقاد الفكرة و حتى تسخيفها أو أي شيء حق مقدس (مثل تسخيف فكرة سطحية الأرض), و لكن إهانة صاحب الفكرة غير مقبولة.

  • إحترام جميع الآراء على الكرة الأرضية أمرٌ فارغ.

سبب رفض معظم البشر لهذا الموضوع:

للأسف أغلب البشر يربطون أنفسهم بأفكارهم, و يعدون أي إنتقاد لهذه الأفكار هو إنتقاد شخصي لهم, و على هذا الأساس ينتفضون عند أول إنتقاد صغير.

الحل:

التعامل مع جميع أفكارنا بمرونة, و إستعدادنا الدائم لتحليلها و مناقشتها, و الإستعداد لإعادة ترميمها أو حتى هدمها عندما نغير آرائنا.

للعلم: أنا شخصياً لا أحترم الأديان, و لكن أناضل من أجل أن يستطيع كل إنسان أن يمارس حريته سواءً بإعتناقها أو رفضها و انتقادها.



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/2qjmPmO

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،