الخميس، 17 نوفمبر 2016

هجرة إلى "أرض الأحلام و الفرص"

تستوقفني مشاهد الحياة العديدة. مشاهد ترسم البسمة على الشفاه و أخرى تزكي العينين بالدموع.

هذه هي الحياة. القليل من الحزن و القليل من الفرح ، كما قول "يوم لك و يوم عليك".

"فالعالم كله مسرح و نحن فقط ممثلون" ، كما قال وليام شكسبير. أعرف هذه المقولة منذ زمن طويل لكني لم أستوعب المغزى الحقيقي الكائن وراء هذه العبارة إلا اليوم...

فهمتها حينما شاهدت أحداث المسرحية التراجيدية التي رسمها القدر و حدد زمانها و مكانها.

اختار لها الممثلين و الكومبارس و انتقاهم بعناية لأداء المشهد بشكل تام ، بكافة التفاصيل المرئية منها و المحكية.

و دائماً ما يكون القدر بارعاً في الانتقاء و الاصطفاء. فقد اختار أبرع الممثلين و أصدقهم قلباً ، و اختار المكان و التوقيت المناسبين للتراجيدية السوداء. حتى أنه اختار المشاريب المناسبة ، "قهوة مرة" ، لتكون متلائمة مع حجم المأساة.

و كما هي العادة في كل لعبة للقدر ، فإنها تبدأ بابتسامة قلب قد أنهكه الشوق و الحنين و أضنته مصاعب الدنيا و فتكت بجسده الذي تمزق ارباً ارباً.

تُتلى الابتسامة بضحكة فاقعة و تطلعات للمستقبل الذي لم تعد تهمنا ماهيته سواء أكان مشرقاً أم مظلماً ، فالمستقبل ليس مستقبلاً دون وجود الأفراد الذين ساهموا في تكوين ماضيه.

ضحكة تذكرنا فيها ماضينا و أخرى ضحكناها مع دمعة تسيل على الوجنتين و الثالثة كانت كاذبة منافقة لتهون ما نحن فيه.

و هذه الضحكة الأخيرة ، مثلنا بها مشهد مسرحيتنا الأخير ، لكننا لم نبرع في تمثيله.

كانت الضحكة مبتدعة و الابتسامة زائفة غلبت عليها دموعنا التي تجري أنهاراً في قلوبنا ، تتساقط شلالات على بحيرة اليأس القابعة في عقل كل منا.

أخشى هذا اليوم. أخشاه و بكل صدق.

يوم الفراق ، يوم البعد ، يوم النوى ، يوم انطواء كتاب كامل قصَّ التاريخ و الأحداث منذ نعومة الإظافر. ليحين يوم الرحيل و البدء بكتابة "أسطورة" جديدة.

كبيرة هي أحلامنا و نعتقد أن قلوبنا كبيرة كما الأحلام. لكن القلب صغير و يافع و هش مهما تقدم الإنسان بالعمر و مهما مرت عليه صعاب و مآسي.

و مصير القلب أن يتساقط متهاوياً في تلك البحيرة التي كونها اليأس بالعقل ، فيغرق و يمسي ضحية من ضحايا القدر...

فيحتم علينا القدر أن نكون ميتين سريرياً حتى إشعار آخر...

تراجيدية

٢٩/٩/٢٠١٦



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/2g1iGQd

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،