الخميس، 22 سبتمبر 2016

هل ستكمل القراءة ؟

أمامك النص التالي :

ومالفرق بين العقل والوجدان؟ أو بين التفكير وبين الإيمان ؟ إن الإيمان كدودة الحرير التي تخرج خيوطا من فمها , أما العقل فهو النمل الذي يأكل دودة الحرير .. إن الإيمان ينسج أما العقل فيقطع ويمزق , إنه ضد الحياة .

لحظة ..

وإذا وقف فنان أمام مشاهد الطبيعة مثلا وجدناه يستمتع بكل شيء , يستمتع به في لحظة دون تقيد بأي تقاليد أو قواعد أو قوانين .. إنه يحس بالسعادة أو بالتعاسة , إنه يحس بأشياء لا يعنيه أن تكون لها أسماء , إنه يعيش ويتعذب ويسعد وحسب .. إنها تجربة حية حارة!

أما الفيلسوف فهو يعلو فوق ذا الذي يراه ويبحث عن أصله وجنسه وفصله ونوعه .. إنه يتجاوز الزمان ويرتمي في الأبدية .. ثم يرتد إلى العالم حوله ويضع له أسماء ولافتات وأرقاما ثم يصبغها جميعا بلون واحد .. هذا اللون الواحد هو الذي يسمى مذهبا !

وقد يكون الإنسان طاهيا ممتازا ولكنه ليس أحسن الناس تذوقا للطعام .. إنه فيلسوف وليس فنانا .. والإنسان يكون رساما ممتازا, ولكنه لا يعرف كيف تصنع الألوان ولا كيف تصنع مادة الخشب, إنه فنان وليس فيلسوفا.

والإنسان يعيش بجسمه ويحس به ويتعذب منه ومن أجله, ويحمله خفيفا مرة وثقيلا مرة أخرى, ولكنه لا يعرف من أمر جسمه شيئا , لا يعرف أسماء أوجاعه ولا أمراضه ولا راحته ولا سعادته .. إنه فنان وليس فيلسوف !

إنها لعنة أن تكون فيلسوفا وأن تضع كل المعاني في قوالب حديدية , كما تفعل بنات الصين حين يضعن أقدامهن في أحذية حديدية حتى لا تكبر .. إنها كارثة أن تسير وفق قاعدة تقضي على حريتك, إنه مرض وشيخوخة أن تسير في طعام على "رجيم" واحد, أن تأكل الأطعمة المسلوقة والخبز المحروق والماء بالليمون, إنك لست أقوى الناس جسما ولا أحسنهم معدة .. وإنها جريمة أن تفرض ذلك على الناس كلهم, وإنها جهالة أن يصدق الناس أن هذا هو أحسن المذاهب , وأنك أقوى الناس صحة وسلامة وأسلمهم منطقا!

هذا إذن هو الفرق بين الفلسفة أو بين العلم وبين الفن أو فلسفة العقل وفلسفة الوجدان أو بين الهجيلية وبين الوجودية.

فالرجل العالم هو الذي يرصد كل شيء ويحسبه وينظمه ويضعه تحت أسماء مختلفة .. إنه يرصد حركاتك .. ولكنه لايتحرك مثلك, إنه كالذي يذيع مباراة في كرة القدم ولكنه لا يلعب ولا يقع على الارض ولا يتعب ولا يسقط في الوحل . إنه يرى ويسجل كعدسات الصوير ولكنه هو لايجري مثلك ولا يتعب تعبك .. بل إن المثل الأعلى للرجل العالم هو ألا يشاركك خوفك ولا فزعك !

يجب أن يكون نزيها, يحب أن يكون منزها عن العاطفة , عن المشاركة , عن الحياة, يجب أن يكون كالإله سواء بسواء .

فالعلم ضد الأفعال ضد العاطفة ضد الحياة .. والفلسفة علم من العلوم , فهي ضد الحياة , ضد الوجود , ضد الفرد , ضد الإنسانية , ضد الوجودية !

وأتبع ..

الإنسان الذي يختار ويقرر ويتردد ويخاف ويقلق ليس هو العالم, بل هو الفنان , بل هو الإنسان .. أما العالم فليس حيا, بل هو مستمر في عاداته وتأملاته كاستمرار الصخور .

مقولة :

إن الفلسفة بحر، على خلاف البحور، يجد راكبه الخطر و الزيغ فى سواحله و شطاَنه، و الأمان و الإيمان فى لُججه و أعماقه

وأخشى أن تكون حالي الآن .. بما أنني جديدة على القراءات الفلسفية فإنني آخذ الموضوع رويدا رويدا وبدأت بأنيس منصور لانه بسيط في طريقة طرحه .. ولكن وجدتني لا اتفق كثيرا مع الفرق بين الإيمان والعقل كما وصف وضعني الأمر في بعض الحيرة.. هل كنت لتكمل لو كنت مكاني أم تضع الكتاب جانبا؟



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/2dn7egv

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،