الجمعة، 30 سبتمبر 2016

القواعد المهمة لقلب النقاش والأدلة - [1]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

مقدمة:

فإن لكل إنسانٍ في هذه الحياة تجرِبة، والتجارِب [1] تمنح الإنسان المزيد من الخبرة والممارسة في نفس التخصص الذي يُدندن حوله الإنسان؛ فمن كان طبيباً فستكشف له الممارسة والتجربة أموراً مستقبلية ربما يتجنبها وربما يأتي بها.

لذلك فإن حياتي في النقاش والحوار لا تتمحور فقط في حسوب؛ ولا تتجاوز فقط سنتين! بل تعدَّت -سابقاً- إلى العملاق المرحوم (الفيسبوك)! على ما يزيد من الخمس سنوات! والطرف المخالف يسهل نقاشه وحواره هناك.

وبسبب هذا وذاك وغيره من الأسباب؛ أحببت أن أضع بعض النقاط التي أراها مهمةً في مناقشة الطرف الآخر؛ والتغلب عليه -بحقٍ لا بباطل- وتلك النقاط لها عدة فوائد استنبطتها من التجربة فأقول:

إن فوائد هذه النقاط:

  • تبيين خطأ المخالف.

  • رد شبهته عليه.

  • إقناعه بالخلاف.

  • معرفة أصوله.

  • قلب الطاولة عليه.

ولهذا فإني -محمد عبيد الشحي- لا أدَّعي أبداً وبتاتاً بأني دُرَّةُ الزمان؛ وحسنةُ الأيام؛ والبطلُ الهُمام؛ والعلاَّمةُ الإمام! في مناقشة الأنام! [2]، بل ذاك مما يُنَقِّصُ من قيمة المرء أمام من يُحسن به الظن! -فأسال الله أن أكون بحسن ظن الجميع-.

فما هذه إلا خُلاصة أفكاري؛ جمعتها وربتها وهذبتها، جاءت من مجموع تجاربي، قديمها وحديثها وحاضرها!

وسأجعلها على شكل قاعدة واحدة في كل مرة

لذلك أقول -مستعيناً بالله-:

القاعدة الأولى: نقد العنوان وتخطئته.

دائماً عنوان الموضوع له هيبة وقوة في نفس كاتبه؛ فهو لم يعتد الموضوع إلا وقد تأكد من العنوان ومناسبته للمضمون، فإنه يرى أنه قد جمع فيه خلاصة صلب الموضوع؛ لذلك فإن هدم عنوان الموضوع من أصله يُسبب اضطرباً في فرعه، -وهذا مجرَّب-، وهذه قاعدة قلَّ من ينتبه لها؛ فإن أردت أن يكون في ردك قوة فعليك بنقد العنوان من أي جانب؛ لكن بثلاثة شروط -بعد فهم مقصد العنوان أولاً-:

  • الشرط الأول: أن تكون محقاً في نقدك.

  • الشرط الثاني: أن يكون نقدك في محله.

  • الشرط الثالث: بيان علة النقد.

فالشرط الأول: وهو أن تكون محقاً في نقدك؛ بأن تنقد خطأ شائعاً معروفاً -لدى الصغار قبل الكبار-؛ سواءً إملائياً أو نحوياً أو في تركيب الكلمة؛ أو خطأ شائع في فهم الكلمة؛ أو في السياق، أو أنه غير ملائم لصلب الموضوع، أو أنه بينه وبين الموضوع كما بين المشرق والمغرب، أو أن إخلال فيه، وغير ذلك؛ أو أنه مخالفٌ لسياسة الموقع، أو أنه من لغةٍ غير عربية؛ أو أنه بغير الفصحى -أي: اللهجات-، أو أنه فيه كلمات أجنبية، وغير ذلك؛ الخلاصة: أن تكون محقاً في نقدك.

والشرط الثاني: وهو أن يكون نقدك في محله؛ ذكرت في الشرط الأول أن تنقد الأخطاء الإملائية والنحوية للعنوان؛ فهذا صحيحٌ من جانب وخاطئ من جانبٍ آخر -إن لم تستعمله في مكانه-، فمثلاً: لو كان هناك شابٌ لا يُفرق بين التاء المفتوحة والهاء عند وصل الكلمة وعند وقفها؛ فليس من الحكمة أن تنقده في هذه الحالة؛ بل أنت ستُعرِّض نفسك للانتقاد أثناء نقدك للغير؛ الخلاصة: أن يكون نقدك في مكانه.

والشرط الثالث: أن تُبيِّن علة النقد؛ وذلك لأن النقد من غير بيان العلة يُعتبر هدمٌ لبناء فلن يقبل الباني أن تهدمه إلا لسبب؛ وذلك لأن بيان العلة في النقد يجعل النقد يتحول إلى نقدٍ بنَّاء؛ وتستفيد أنت في نقدك وتُفيد؛ الخلاصة: أن تُبيِّن العلة وإلا لا تنقد.

وسبب ذلك؛ أن العنوان في الموضوع كالرأس في الجسد؛ فإذا قُطع الرأس طاح الجسد ومات؛ أما إذا كان نقدك للعنوان ضعيف فكأنك قطعت اليد؛ فقطع الرأس يموت منه الجسد؛ وقطع اليد لا يموت منه الجسد؛ وهنا قاعدة تدخل تحت هذه القاعدة: وهي كلما اجتمعت الشروط الثلاثة في نقدك للعنوان صار نقدك قوياً صارماً اسمنتياً.


[1] التجارِب: بكسر الراء وضمها خطأ شائع.

[2] الأنام: أي: الناس.


من يستخدم هذا الأسلوب ضدي يُكشف لأني أعرف أساليب أغلب الأعضاء!


وللموضوع بقية؛ والموضوع الثاني بعد غدٍ -إن شاء الله-.



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/2dcn8IZ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،