الأربعاء، 30 مارس 2016

لقد سقطت من السماء

قد يغضبك سؤال طفل عن وجود الإله أو كيف أتى هو للدنيا, ليس لسؤاله بل كون الإجابة التي تناسب عمره لا تحضرك الآن, لكن أن يسألك طفل (أين أبي وأمي, لماذا لهم أب وأم وليس لي..إلخ) وقتها فقط ستغضب من أجله..

أن يولد الطفل يتيم خير له من أن يولد داخل صندوق قمامة أو بجوار مركز للشرطة أو مكان للعبادة, فلحظاته الأولى مجهولة لا تعلم من أمه ولا أبيه ولماذا تركوه أو أين يعيشون, حتى يكبر الطفل ولا يعرف هل هم على قيد الحياة أم لا, وكذلك أنت لا تعرف ماذا سيفعل إن وجدهم هل ينتقم أم يتقبل الأعذار أم يتبرى منهم كما تبروا منه..

هؤلاء من يطلق عليهم مجهولي النسب, فعادة تكون ساعاتهم الأولى المجهولة بين أسرة يغلب عليها الفقر فتركته ربما يلعب معه الحظ وتلتقفه يد من يستطيع أن يحمله ويتحمله, أو من أم مغتصبه, أو نتج الطفل عن الزنا وأصبح إبن سفاح أو تبرى الأب منه, إلخ من قصص وإجابات مأساوية إن عرفتها فلن تستطيع الإجابة عليها فستزيد من حالته النفسية مالا يتحمله ومن أسئلته ما لا تتحمله, فخيراً لك أن تقول له أنه سقط من السماء -وإن كانت إجابتك غير مقنعه- أفضل من أن تقول له مايجب عليك أن تقوله.

ومصيرهم كما ذكرت في صندوق قمامة ربما لن يخرجوا منه إلى في مقلب أو صحراء ليكون مصيره قطعة لحم تتعفن أو تأكلها الحيوانات وتنتهي قصته, أو بجوار دور عبادة فترعاه أسرة وتنسبه إليها (التبني ممنوع الآن في بعض الدول, لذا إن كان رضيع فهذا أفضل للطفل وأسرته الجديدة وإن كان غير شرعي) ويندمج بين أبناءها بإسم أبيهم وأمهم أو تذهب به لمركز الشرطة, أو يوجد هو بجوار مركز الشرطة وقتها يبدأ البحث عن أهله وتحرير محضر وإن لم يجدوا أهله يأخذ الطفل إسماً وهمياً يحمله (مع مراعاة عدم تشابه الإسم مع أي إسم آخر) ويذهب الطفل لدار رعاية إيتام أفضل من أن يذهب للشارع (من وجهة نظر الآخرين وليس الطفل).

إن ذهب الطفل لدار رعاية فهذا سيكون بيته وسلبياته ربما تضطغى على إيجابياته, فالإنسان يحب الحرية وبعض الملاجئ تعتبر سجن للأطفال تسلب منهم بعض الحرية حتى لا يروا حياة الشارع لإسباب ربما تجعلهم يحبونه أكثر, مما قد يتسبب في خروج الطفل دون عودة لينتسب لفئة أطفال الشوارع ويصبح الشارع بيته..

ومهما كانت جودة الرعاية المقدمة داخل الدر فالطفل يحتاج لأشياء لا تباع ولا تشترى مما يتسبب له في مشاكل نفسية ومنها ما ذكرته في بداية الموضوع, فالعمال أو الموظفين في الدار هذه وظيفتهم يأخذون عليها أجر ولم يفعلوها حباً في الطفل ولهم ساعات يذهبون فيها وربما يذهبوا ويأتي غيرهم ويأتي الطفل في مكانه حتى يكبر, وإن حدث وتعلق الطفل بأحد فستكون مشكلة كبيرة بالنسبة للدار لعدم تفضيل طفل على باقي الأطفال وربما يتسبب خروج المتعلق به في مشاكل أكثر للطفل.

الجدير بالذكر أن إهتمام دار الرعاية بالأطفال سيكون له أثر إيجابي على مجتمعنا فبدلاً من المبالاة وعدم الإهتمام بهم تستطيع أن تخرج منهم من يفيد المجتمع, فالطفل داخل الملجئ يتوفر له المأكل والمشرب يومياً ويتوفر له بعض الحرية فيستطيع أن يمارس حياته عندما يكبر ويكملها كيفما شاء بعكس من لهم آباء يتحكمون بحياتهم حتى يموتوا, هذا إن كان هناك إهتمام حقيقي بالأطفال داخل الدار, أما إن لم يكن هناك إهتمام فعادة ستكون العواقب وخيمه على الطفل والدار وربما على المجتمع كله في ظاهرة تدعى بأطفال الشوارع مازال يعاني منها المجتمع.

https://goo.gl/pKX0s9

https://goo.gl/LzQoBv

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أي استفسار عن الفئة؟



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/1PFHLGj

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،