الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أنفسهم

تعد القضية الفلسطينية بالنسبة لي قضية معقدة ، لم أفهم مجرياتها و مهما قرأت تاريخ هذه القصية أكتشف الكثير من الأمور و الأحداث المبهمة و غير الواضحة ، و لحد الآن لا أعلم المصادر الموثوقة التي يجب قراءتها لمعرفة أبعاد هذه القضية. بالمقابل ، لا أعرف أي فلسطيني يهتم بفلسطين أو يتابع أخبارها على الأقل.

كلنا نعرف الخلافات بين الفلسطينيين التي تحول دون الوصول لنتيجة لحل هذه القضية ، و كل هذا له أسبابه ، و لن أتطرق لهذا الشيء هنا ، لأنه مرتبط بما يحصل في الضفة الغربية و قطاع غزة و حتى الداخل الفلسطيني ، إضافة للأخبار المتناقضة التي تنقلها وسائل الإعلام عما يحصل في في هذه البقعة من الكرة الأرضية.

في فترة الخمسينات و حتى السبعينات ، صار قطاع التعليم في دول الخليج من أهم القطاعات التي لقت أشد الاهتمام من الحكومات ، و بما أنه لم يوجد مواطنون متعلمون آنذاك ، فاحتاجت دول الخليج لجلب معلمين من خارج الخليج و استيراد منهج من أحد الدول ، و وقع الاختيار على معلمين من فلسطين و مصر ، و درس المنهج المصري في بعض البلدان. تفاصيل كثيرة لا علاقة لها بالموضوع ، لكن أذكر هنا عن المعلمين الفلسطينيين. من درس في تلك الفترة يتذكر كيف كان المعلم الفلسطيني شديداً و عنيفاً مع الطلاب ، و يذكرون كيف تلقوا ضربات بالعصي و الأسواط تركت آثاراً في أجسادهم بقت لمدة طويلة ، و بعضها لم يبرأ. لهذا السبب ، كان الفلسطيني مكروهاً و منبوذاً في دول الخليج ، و صار الفلسطيني إنساناً حقيراً وجوده عالة على هذه البلدان.

لا أعلم حقيقة هذه القصة ، و لكن قرأتها ذات مرة و أنا أنقلها. يقال أن عبدالباري عطوان (رئيس تحرير القدس العربي سابقاً و رأي اليوم حالياً) كان مدرساً لمادة الحساب أو الرياضيات في الكويت، اتهم بالتحرش ... بأحد طلابه ، رفعت عليه قضية في محاكم الكويت ، لكن لم تثبت الأدلة عليه ، فبرأوه بعدها ، طردوه من عمله ، و بقى في الكويت إلى أن خرج منها لاحقاً.

في ظل الأحداث الجارية حالياً ، و بينما لا أجد أي فلسطيني يكترث ببلده و لا حتى يتابع أخبارها ، أجد قناة الميادين تستمر في تغطية الأحداث في فلسطين و تنقل الأحداث أولاً بأول ، حتى صرت أظن أن العاملين في الميادين فلسطينيون ، فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أنفسهم. لا تفهموني خطأً ، و لكن هذا هو الواقع .



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/1lVgMj1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،