منذ أسبوعين كان عيد ميلادي وهو اليوم الوحيد الذي أتذكر عيد ميلادي به فلم يكن ذاك اليوم عيد لميلاد بل ذكرى وفاة..مر قبله 16 يوم مثله ولم أعرف أن عيد ميلادي كان يوافق نفس اليوم إلا يومي هذا
جاءت لي أمي وقتها وعلى وجهها إبتسامة تكاد تقسم الوجه نصفين وهى تزف إلي خبر متبوع بتهنئة بعيد ميلادي..كنت سأسألها عن معنى كلمة عيد..فلا أعرف سوى عيدين أحدهم للمخبوزات والآخر للحوم ولكن إستبدلت سؤالي بسؤال آخر هل ستخبزوا لي وتذبحوا الذبائح بتلك المناسبة أم ماذا..حضتني أمي وأخبرتني بإن هذا شئ أساسي واجب حدوثه..أندهشت وقتها فملامح وجهها ليست عليها أي علامات للسخرية بل تبدو جادة..لذا أستمررت في التساؤل وسألتها لماذا ذلك العام بالتحديد مر قبله الكثير ولم أسمع تلك الكلمة ولا حتى أي حديث عنها..أخبرتني بإن العيد أصبح عيدين ولابد من الإحتفال لإن هناك عريس تقدم لــ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أستيقظت وقتها على نواح وبكاء وقتها ظننت أني مت..ليتني مت..ماكنت أسمعه لم يكن سوى صوت الزغاريط..كنت أظن نفسي في كابوس لكن الآن أصبح حقيقة..ولكن من ذلك المعتوه الذي سيتقدم لفتاه في سنة في عمر غير مسموح به بالزواج..ربما ذلك الشاب جاري الذي تكاد عينه تخترقني في الذهاب والأياب..لكن هذا أصغر مني..قطعت أمي حبل أفكاري وقتها بتشجيع على مغادرة السرير لمقابلة العريس كان النوم مازال يسري في جسدي وكنت لا أشعر بيد أمي التي تجرني إلى الدولاب وهى تلبسني ثوب جديد لأول مره أراه أنا متيقنة تماماً أنه لم يكن لدي ذلك الثوب من قبل وكذلك تلك الألوان التي تضعها خالتي على وجهي هل سأقوم بدور المهرج..أنتبهت ليد تجذبني ولكن لم تكن بذلك الشئ القوي الذي يوقظني من النوم وتخرج ماتبقى منه خارج جسدي ومررت بالعائلة جميعاً والقبل تنهال علي أشعر بإن وجهي يشبه المنخال الآن..قطع تفكيري صوت أبي مبشراً بقدومي وداعياً لي بمد يدي لعريسي بحثت عنه جيداً فلم أراه بينهم..ووجدت أمي تطلب من أكبرهم سناً -إستلطافاً وليس أمراً- بإن يمد يده هو لأن الكسوف يصيبني وتدعوه بعـريسـ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أستيقظت تلك المره على قراءات تشبه التلاوات أو الترانيم ورائحة تكاد تخنقني في وسط ظلام حالك وأشعر بإن تلك الرائحة يتبعها دخان..وقتها كنت شبه متيقنة تلك المره أني مت بعكس المره السابقة..وقمت مفزوعه وأنا أصرخ وقتها سمعت الأصوات تتعالى ونور يأتي سريعاً من فتحة باب يكاد يخترق عيني يخرج منه رجل يميل نحو أمي ويحدثها وجاءت إلي مسرعه ترقيني من الشرور وتبعها ذلك الرجل الذي شاهدته آخر مره قبل الإغماء..يبارك لي ولنفسه..لم أكن في كامل وعيي وقتها فمنذ قليل كنت أظن نفسي ميته وها هو القاتل يأتيني مره أخرى لا أعلم من أين أتى ولا ماذا يريد...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يحيطني صديقاتي الذين أتوا بالهدايا التي تسبقها الزعاريط والمباركات والأحضان...ورغم ذلك كانت أعينهم ترسل رسائل لي..مابين رسالة إشفاق تخفيها بسمة ورسالة حزن يخفيها ثبات ورسالة شماته تظهرها ضحكة من تلك التي تزوجت منذ شهور من الرجل العجوز صاحب العكاز القصير..لم أرد عليهم مازلت مغيبه وتعالت الأصوات لكن حديث واحد يدور بجاوري هو ما أتبينه جيداً رغم إنه يشبه صوت الفأر مقارنة بصوت الحمير..كان الحوار دائر في زواج ثم ترمل ثم ميراث فقط لا غير علمت مايدور في عقلهم وحاولت أن أستفيق من ذلك المخدر الذي لم أتناوله ولم تنزل قدمي على الأرض حتى رأيت زوجة عمي قادمة نحوي وهى تقول لي مبروك ياعروسـ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أستيقظت للمره الأخيرة وصوت الكؤوس تخترق أذناي والشربات الذي يشبه الدم..أشعر وكأن منبعه جسدي..خرجت ووجدت المأذون تحيطه العائلة ومنهم ذلك الرجل ذو الشعر الأبيض بجواره..يسألني عن القبول والموافقة..لم أنطق ببنت شفه..وأخترقت كلمات والدي الحشد "السكات يعني الرضا ألف مبروك جميعاً" والدي يبيع بهيمه على حد علمي ويفاصل في سعرها بينما أمي بجواري تسندني حتى تتم تلك المسرحية ولا أسقط مره أخرى أرى عينيها جيداً..سألتها هل تفرح في هل تفعل في هذا لأن أهلها فعلوا بها مثله..ردت بكلمتين "ستراً لكي" وأقبل علي ذو الشعر الأبيض ومره أخرى يدعوني بالعروسـ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك المره لم يخيل لي أني مت كالسابق بل قتلت عندما أستيقظت على سرير بجوار هيكل عظمي ودماء تحيط بي..صرخت وتحرك الهيكل سريعاً مما زاد من رعبي..رجوته أن يتركني شخط في بشدة بدلاً من أن يهدأ من روعي وأمرني بتحضير شئ يأكله..ألست الجارية التي شراها بالأمس لتنسيه ماتبقى من حياته ليموت سعيداً..سأموت قبله سأقتل نفسي بدلاً من تلك الكوابيس التي أستيقظ منها كل يوم..لن أكمل قصتي مثل باقي قصص صديقاتي مع هذا الرجل سأنتحر وأتخلص من حياتي..لا سلب مني حياتي سأسلب حياته قبلها..سأقتله حتى لا يسلب حياة فتاة أخرى يجب أن أتخلص منه..لا تخبروا أحد..سأكون ثرية سأكتم نفسه فقط بل سأضع له السم في الطعام لأسترد منه مابقى لي من أنفاس..."لقد أحضرت لك الأكل أين أنت ياعريسـ..."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبتها بالكامل على صندوق التحرير هذا بحسوب io ..مقتبسه من قصيدة لي قديمة بنفس الإسم:
http://ift.tt/1HaNkz0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى أن تنال إعجابكم
from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/1RWAvbR
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
دائماً، رأيكم يهمنا،