كل إنسان فينا عنده ملكة العقل ، و يستطيع التفكير و التحليل دون الحاجة لغيره ، و كل فينا يستطيع أن يبدي رأيه في موضوع دون الحاجة لمعرفة آراء الآخرين ، لكن هذا لا يعني أن الناس كلهم سواء ، إذ أننا نجد من يتبنى آراء الآخرين دون تفكير ، و دون أن يفكر في صحة ما يقوله الآخرون .
عند الرجوع سنة للوراء ، نصحو ذات يوم على خبر سحب السعودية و الإمارات و البحرين لسفرائها من قطر. أتفهم سحب السعودية سفيرها لأغراض سياسية ، و سحب الإمارات سفيرها لخلافات بينها و بين قطر ، و سحب البحرين سفيرها تصفية لخلافات قديمة ، لكن ما لا أتفهمه هو أن يأتي أحد ليسب أهل قطر و القطريين عموماً ، أو أن يتعدى عليهم بأن ينقص من شأنهم و ما إلى ذلك . نحن في البحرين خسرنا بسبب الخلافات بين البحرين و قطر ، و لأكون دقيقاً أكثر ، أسميها الخلافات بين آل خليفة و آل ثاني ، و التي لا تزال مستمرة حتى الآن ، لكنها تمر في مد و جزر ، و لكن هل هذا يعني أن أتعدى على أي قطري ؟ لا أبداً ، و لا توجد علاقة بين هذا و ذاك. المشكلة تكمن في هؤلاء الجهلة الذين يتبنون الآراء الرسمية ، تجدهم لا يفرقون بين الحكومات من جهة ، و بين أهل البلدان من جهة أخرى ، و يتحولون فجأة إلى نناطقين رسميين باسم حكوماتهم دون معرفة بأمور السياسة و مجريات الأحداث.
بعيداً عن خلافات دول الخليج التي لا تنتهي و التي جعلتهم لا يتفقون على أبسط الأشياء ، مثل مشروع العملة الموحدة الذي قتلته خلافاتهم ، آتي للعلاقات المغربية الجزائرية. يمكن أن نصف شعبي المغرب و الجزائر بأنهما "شعب واحد في بلدين و بلد واحد في شعبين". بلدان يشتركان في العادات و التقاليد و التاريخ ، و حتى اللهجات متشابهة ، لكن هذا لا يعني أن الأمور الجيدة موجودة دائماً. خلافات مستمرة و سباب متبادل و السبب قضية الصحراء الغربية . يحز في نفسي أن أرى ملك المغرب يتقرب من إسبانيا ، و أجده يعفو عن سجناء إسبان كان أشهرهم مغتصب أطفال ، قبل أن يسحب هذا العفو لاحقاً. أليست الجزائر أولى بالعلاقات ، أو لنقل المجاملات-إن صح التعبير- من إسبانيا؟! بعد ذلك يخرج علينا من يتبنى رأي "القصر الملكي" ليحدثنا عن مشكلات الجزائر ، و كأن المغرب خالٍ من المشكلات ، و السبب أنه هذا النوع من الناس يتبنى رأي غيره دون تفكير أو تمحيص.
هؤلاء أناس بلا عقل ، و بلا كيان ، و دون شخصية ، و ليسوا سوى همج رعاع ، ينعقون مع كل ناعق.
from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً http://ift.tt/1iOMMEu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
دائماً، رأيكم يهمنا،