الصفحات

الخميس، 10 نوفمبر 2016

أريد أن أفتح مكتبة

حسنا، سأخبركم القصة من البداية، منذ بضع سنوات أصبحت مدمنا على الكتب، لا أعلم كيف حصل ذلك فقد كنت اقرأ الكتب قبل ذلك بكثير، و لكن ليس بنفس الوتيرة ، و ككل البدايات كانت بدايتي ساذجة حيث كنت أقرأ أي شيء يقع بين يدي، خاصة الكتب الإنجليزية، اشتريت كتبا مستعملة ، إستعرت كتبا من أصدقاء و من مكتبة الجامعة، حملتها، زرت المكتبات في كل مكان أذهب إليه. و بمرور الوقت بدأت أشكل فكرة، ليس عن القراءة فقط -و بالمناسبة أصبحت أختار الكتب التي اقرؤها بعناية- بل و عن المكتبات و دور النشر و واقع القراءة في بلدي الجزائر ككُل. كان و لازال الوضع مزريا، المنطقة التي أسكن فيها توجد بها ثلاث مكتبات (ولاية يسكنها أكثر من مليون نسمة) و ليس هذا فقط، و لكن تلك المكتبات فقيرة بكل ما للكلمة من معنى فكري، لا كتب جديدة و لا كتب مترجمة و لا روايات عربية ...

ضننت أن الوضع كارثي فقط لأني أقطن بولاية داخلية و لكن عندما إنتقلت للدراسة قرب العاصمة جعلت جزءا من برنامجي زيارة كل -و أعني كل- مكتبة هناك. و كانت خيبة الامل هنا، لا حياة لمن تنادي. بمرور الوقت و بعد كل مكتبة أزورها يتسرب منّي أمل كبير بمستقبل القراءة. كان عدد المكتبات معتبرا (لكن سيئا بالنسبة لعاصمة بلد) و لكن يمكن إختصار العناوين فيما يلي: روايات أحلام مستغانمي، كتب المنفلوطي (سيئة الطباعة) ، روايات أغاثا كريستي، بعض من روايات باولو كويلو، كتب المرحوم إبراهيم الفقي و بعض الكتب الدينية الأخرى. حيث أنّي إعتبرته إنجازا عندما و جدت كتب باولو كويلو بالإنجليزية. و لأكون صريحا أنا اتكلم فقط عن اللغة الإنجليزية و العربية، حيث أنه و بمفارقة عجيبة يوجد عدد كبير من الروايات المترجمة للّغة الفرنسية، و هذا ما حيّرني بحق، فاللغة الرسمية هي العربية، و نحن بلد عربي مسلم، واللغة الأكثر إنتشارا في العالم هي الإنجليزية و حتى من حيث و ضع الطباعة العالمي فإن الولايات المتحدّة تنتج كتبا أكثر من البلدان العشرة التي تليها مجتمعة، لذا و من الطبيعي أن يضن الإنسان العاقل أن يستورد بلد ما كتبا باللغة الأصلية كبداية حتى بدون ترجمة للّغة المحلية. و لكن الجزائر (بعد إستقلالها ب 50 سنة) لا زالت تستورد كتبا مترجمة للفرنسية بشكل حصري ليبقى عامة الشعب الرافض لهذه اللغة في ظلام دامس.

بعد هذه التجربة المؤلمة إعتزلت المكتبات لمدة سنة و بدأت بقراءة الكتب الرقمية. حتى أنه حصل في يوم ما أن قررت أن أشتري كتابا من موقع أمازون، و فعلا و بعد مرور شهرين و صلني الكتاب، و حتى بعد مرور هذا الوقت من طلب الكتاب و السعر المرتفع أحسست أن عالمي تغير، لست محصورا و لا مقيدا بما تعرضه عليّ مكتباتنا المثيرة للشفقة. أصبحت مواطنا عالميا..

بعد مرور بعض الوقت عجزت عن شراء المزيد من الكتب بسبب الوضع المزري للدفع الإلكتروني (قصة لوقت آخر) و لكن بعد بعض النشاط على الشبكات الإجتماعية و جدت أن كل القراء في الوضع نفسه، في هذا الوقت بدأت بعرض شراء كتب على الإنترنيت لمن يريد هذه الخدمة و لقيت بعض الإستجابة و لكن المشروع بدأ يُظهِر علامات الفشل للاسباب التالية. عدم تمكنّي من الوصول لمن يريد هذه الخدمة/عدم تمكني من شحن الكتب إلى الزبائن البعيدين/تأخر و صول الكتب كثيرا حتى لمدة تصل إلى ثلاث أشهر/ غلاء سعر الكتب و هو العامل الرئيسي و ذلك بسبب غلاء الشحن ليفوق سعر الكتاب نفسه.

و في هذا الوقت بدأت أفكر ببدائل، و خطرت لي فكرة فتح مكتبة. فما هو أفضل من فتح مكتبة في بلاد اللّامكتبات. و لكن فشلت في الحصول على المعلومات الكافية، و لذا أنا أطلب المساعدة و النصح في المجتمع هنا، و أنا أعلم انه يمكن الحصول على مثل هذه المعلومات على النت و لكنها لن تكون مرتبطة بحال القراءة و السوق و الإستيراد في بلد مثل الجزائر. لا أعلم ما هو الوضع في باقي البلاد العربية و لكن إذا امكن: كيف يمكن إستيراد كتب بالجملة و ماذا ستحتاج لذلك و كيف يمكن توزيعها و غير ذلك . و هل تضن أن مثل هذا المشروع سينجح إذا كرست وقتي له مع العلم أن وضعي المالي محدود جدّا و أريد إقتراض المال لبدأ المشروع.



from حسوب I/O - الأكثر شيوعاً https://io.hsoub.com/books/51190-%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D9%86-%D8%A3%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دائماً، رأيكم يهمنا،